إذا كان الله قد خلق الكون.. فلماذا كل هذه الكواكب والنجوم؟.. هيثم طلعت يرد

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 06 ديسمبر 2024, 11:14 مساءً
  • 100

رد الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال يروج له بعض الملاحدة يقول:  إذا كان الله قد خلق الكون، فلماذا كل هذه الكواكب والنجوم؟ لماذا الكون بهذه الضخامة؟

وبين أن هذه الشُّبهة تعتمد على مغالطة: "أنسنة الإله": حيث يجعل الملحد الإله إنسانًا، وبما أنَّ الإنسان بطبيعته يُعاني من نقص في الموارد، فبالتالي المفترض أن يُنفق الإنسان بأقل قدر متاح من أجل تحقيق أفضل نتيجة.

وتابع: هم يتصوَّرون أن الإله كالإنسان تعالى الله عمَّا يفترون؛ ولذلك يتساءلون: لماذا الكون بهذا الحجم الضخم؟

وبين أنه لو أنَّ الله خلق مليارات مليارات الأكوان مثل كوننا هل هذا يُنقِص من خزائنه شيئًا؟ فالله يخلق ما يشاء، ولا ينقص ذلك من خزائنه شيئًا؛ وفي خَلقِه تدبَّر عظيم قدرته وعجيب حكمته!

وطرح سؤالا: هل لهذه الكواكب والنجوم الكثيرة فائدة لنا؟

وأردف: نحن لسنا وحدنا في الكون، قال ربُّنا سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} [الشورى: 29]ـ مشيرا إلى أن  عدم معرفتنا بفائدة شيءٍ ما لا يعني أنه بلا فائدة، فعدمُ العلم ليس علمًا بالعدم.

واستطرد: نحن نعلم أن المعادن التي لا تقوم حياتنا إلا بها، هذه المعادن لم تنشأ إلا في قلب مستعرات عملاقة أو أفران نجمية ضخمة، فالمعادن كلُّها التي نحتاج إليها، كالحديد الذي ينقل الأوكسجين إلى رئتيك، المعادن التي بها قِوام معيشتِك، هذه المعادن ما نشأت إلا داخل أفران النجوم العملاقة البعيدة جدًّا عنا.

 وتبيَّن مؤخرًا أنَّ: القصور الذاتي أو العَطالة Inertia التي نحيا في نعيمها هي نتاج كتلة الكون ككل.

وفي توضيح لمعني القصور الذاتي، قال "طلعت": لو أنك تركب سيارة وفجأةً السيارة توقفت، ما الذي يحصُل؟ تندفع للأمام! أليس كذلك؟ هذه هي العطالة أو القصور الذاتي.

وأكمل:  لو كان القصور الذاتي في عالمنا أقلَّ مما هو عليه الآن لاستطاعت أبسط نسمة هواء أن تحرك الصخور، وفي عالم كهذا نكون معرضين باستمرار لقصف كل أنواع الأشياء، ولو كانت العطالة أكبر مما هي عليه الآن لما استطعنا حتى تحريك أصابعنا، وتتوقف قوة القصور الذاتي أو العَطالة على الكتلة.

 واستطرد: الأمر الذي أدهش الفيزيائيين أن كتلة مَجرَّة درب التبانة، المجرة التي تحتوي على مجموعتنا الشمسية، لا تشارك في ضبط العطالة إلا بنسبة 0.1 بالمليون، بينما كتلة الأرض لا تضبط العطالة إلا بنسبة 0.001 بالمليون.

فالعطالة المثالية التي نحيا على ثمارها، والتي من خلالها نمارس كل أنشطتنا، هي نتاج مجموع طاقة الكون ككل، مشيرا لقول الله  {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27]. وكلما توسَّع العلم، ظهرت عجائب الحكمة ودقائق الخلق.

 

تعليقات