أكاديمية بناء تحتفل بتخريج الدفعة التاسعة في حفل علمي فريد لنقد الإلحاد
- السبت 19 أبريل 2025
محمد سيد صالح ـ باحث في ملف الإلحاد
رد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على سؤال يقول صاحبه، إن البخاري ليس معصومًا، وكل من هو غير معصوم يخطئ، إذن البخاري أخطأ!
وقال "صالح" إن السائل جاء بمقدمتين صحيحتين، لكن النتيجة التي وصل
إليها خاطئة.
وتابع: نعم
البخاري ليس معصومًا، وكل من لا عصمة له يخطئ، لكن ليس شرطًا أن يكون البخاري مخطئ
في صحيحه، لربما أخطأ في شيء آخر غير كتابه (الجامع
المسند الصحيح)، ولو كان كذلك لفقدنا الثقة في كلِّ شيءٍ،
وامتنعنا عن كل شيء.
وأردف: فمثلًا
بنفس المنطق لو كان هناك مريض، وذهب للطبيب فقام الطبيب بالكشف عليه، ثم وصف له
العلاج، سيأتي آخر يفكر كما تفكر، ويقول: هذا الطبيب ليس معصومًا، وكل مَن هو غير
معصوم يخطئ، إذن الطبيب أخطأ!
والسؤال: هل الطبيب أخطأ بالفعل؟ كما أنَّ مفهومك هذا يرد عليك به،
فأنت لست معصومًا، وكل من هو غير معصوم يخطئ، إذن طعنكَ في البخاري خطأ، فالأمور لا تُقاس، هكذا ولا هكذا يتم
النقد يا حبيب القلب.
واستطرد: إنما
إذا أردتَ الطعن في البخاري، فعليكَ بتعلم علم الحديث ودرسه دراسة شاملة من حيث؛
السند والمتن، وتشمل أنواعًا متعددة من أنواع علم الحديث، مثل: علم مصطلح الحديث
الذي يسمى؛ علم أصول الحديث، وتدرس علم الرجال، وإسناد الحديث وروايته، ومتن
الأحاديث، والآثار المروية، ودراسة أحكام الحديث الفقهية، وشرح الحديث، وفهم مدارك
السنة النبوية، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وغير ذلك، وتتعرف على شروط البخاري التي
اشترطها على نفسه؛ ليخرجَ بكتابه الصحيح، وغير ذلك.
واختتم الباحث في ملف الإلحاد بقوله: إذا وصلت لهذه الدرجة من العلم، ستعرف حينئذ أنَّ البخاري وإنْ كان غير معصوم، إلا أن كتابه الصحيح معصوم، فالعبرة ليستْ بعدم عصمة العالم، إنَّما بالأدوات والشروط التي وضعها العالم ليعصم ما جاء به.