اليوم العالمي لذوي الهمم.. 7 علماء مسلمين تحدوا الإعاقة (إنفوجراف)
- الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
محمد سعد الأزهري
الشتاتُ يحتوينا، والغفلة تسري فينا، واليقظة تحتاج إلى رفع اليد وطلب المدد، وإلا ستضيق بنا الدنيا رغم اتساعها، وتتلاعب بنا الأماني، بعد سقوط المعاني وخفوت الأمل السماوي في قلوبنا.
نحن في حاجة
دائمة إلى الرب الكريم في كل وقت وحين، فبدونه نجد الوحشة، ولو بعد حين. قد
يُمطرنا الله بالنِّعم: المال، والجمال، والراحة، والقبول، والمكانة، والقوة،
والصحة، والأولاد، والأصدقاء. لكننا نقابل ذلك بالغفلة عن الشكر، والابتعاد عن
الحق، ومماراة السفهاء، وتضييع الأوقات في غير ما يحب ويرضى. وهكذا تأخذنا الأيام
بعيدًا نحو صحراء التيه، رغم أننا نزرع الأشجار ونرويها بالمياه. غير أننا، للأسف،
نعلم ظاهرًا من الحياة الدنيا، ولا ندرك حقيقتها. فنغترّ بنضارة الزرع، ونأنس
للزهور، ونغفل عن تصحّر القلب والابتعاد عن جوهر الحياة.
الحياة أرزاق
متنوّعة واختبارات مستمرة، لمدّة معلومة عند من في السماء، مجهولة عند من في
الأرض، كي يبقى أهل الأرض على أهبّة الاستعداد. فالعاقل المتذكّر يدرك أن “البغتة”
قد تأخذه للحفرة دون عودة. الاختبار صعب، والنّعم كثيرة، والحرص على الدنيا جعلها
في أعيننا قليلة. بل إنّ البعض يرى نفسه بلا نِعم لأن قلبه قد فسد، وبصره ضاع في
مقارنات بين حاله وحال أهل النعيم الظاهر.
فالعودةَ
العودةَ إلى النبع الصافي: أرزاق واختبار، نِعم وشكر، ابتلاء وصبر، نشر للخير،
وتحجيم للشر، اعتناء بالقلب، وتصعيد للمعاني، وكبح للمظاهر الفارغة. علينا أن نعيد
القلب إلى الحياة مرة أخرى، لأن البديل هو التيه، والإباحية، والمخدرات، وسوء
العلاقات، وفساد النيات، وإبراز التفاهات، والسقوط في الاختبارات.
فالبدار البدار،
فالدنيا ظل زائل، وعارية مستردّة، وبعدها رقاد طويل لا ينفع فيه الندم.