هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
الدكتور يسري عبد الغني
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم كان عاملاً مهماً في الارتقاء بالنثر الفني
العربي ، ولعل الدليل على ذلك بلاغة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي أُوتي
جوامع الكلم ، والرسول من العرب ، والعرب أهل فصاحة وبلاغة، وهذا ما أكده الباحث
الكبير الدكتور يسري عبد الغني ، لافتا إلى أنه كان للخلفاء الراشدين (رضوان الله
عليهم) مكانة عالية في البيان والفصاحة ، برهن عليها ما ورد عنهم من آثار رفيعة .
وقد فهم العرب كلام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ووقفوا على مراميه
ومعانيه ، وردوا عليه ، كما جادلوه وحاوروه وناقشوه في كل ما قال، موضحا أن خلاصة
القول عن النثر في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، أو بمعنى آخر النثر في العهد
النبوي أو النثر في عهد النبوة ، أنه لم يكد يختلف اختلافاً جوهرياً عن النثر في
العصر الجاهلي ، من الناحية الشكلية المتعلقة بوصف الألفاظ والأساليب المتبعة فيه .
والسبب في ذلك أن شكل الحياة العربية نفسه لم يكن قد تغير تغيراً جوهرياً بعد
، فالبيئة هي البيئة ، والعناصر البشرية التي تشكل المجتمع تكاد تكون واحدة ، مع
الاختلاف بالطبع في الفكر والعقيدة .
أما الموضوعات أو المضامين فإنها بلا شك قد تغيرت تغيراً محسوساً بظهور
الإسلام ، لأن الإسلام وجه عقول الناس وأحاسيسهم توجيهاً جديداً ، كان له أثره
الكبير المشاهد في لغتهم وأساليبهم التعبيرية .