بالقصص الدينية.. الأزهر للفتوي يؤكد ضرورة ترسيخ عبودية الله في قلوب الأبناء
- السبت 14 ديسمبر 2024
محمد سيد صالح
رد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على سؤال لملحد يقول: أين الله ولماذا لا نراه.
وبين في رده أنه "ليس شرْطًا أن
ترى الشيء بنفسك لتتأكد مِن وجوده، فيكفيك آثاره كما أفهمْتُكَ مِن قبل".
وأشار إلى أن الملحد رد على هذه النقطة قائلا: هذا تفكير فلسفي لا
اقتنع به، فلا تحدثني بالفلسفة أما تطلعتَ على ما قاله العالم الفيزيائي الكبير
-ستيفين هاوكينج- أن الفلسفة قد ماتت، وأن العلم قد أخذ مكانها في الإجابة عن
الاسئلة الكبرى، التي تتساءل عنها البشرية؟!
وأوضح محمد سيد صالح أن "هذا افتراض غير معقول" أولاً: لأن مقولة
(الفلسفة ميتة) ذاتية التفنيد؛ لكونها أطروحة فلسفية. بل ومتناقضة لأن معنى أن
العلم يستطيع الرد على سؤال من أين جاء الكون، يلزمه أن يبحث عن الأسباب التي سبقت
وجود الكون، وهو أمر ميتافيزيقي.
كما أنه لا يمكن فصل الفلسفة عن العلم بأي حالٍ من الأحوال، هذا في حال إن
لجئنا للصيغة المُعدة سلفًا القائلة بأن العلم ينشغل بالإجابة عن سؤال ال "
كيف "، بينما تحجز الفلسفة لنفسها مهمة الإجابة عن سؤال الـ"لماذا".
وإن كان صحيحًا لكانت هذه التفرقة وعدم الدمج بينهما، سببًا في توقف الحياة، بل
لما استطعنا السؤال عن الـ "كيف" والـ "لماذا" لأن الإنسان
سينتهي!!
لو لم ندمج الفلسفة بالعلم، سنتوقف عن الشراب والطعام لأننا سنسأل عن كيفية
نشأة الطعام دون أن نعرف الغاية من وجودهما والتي تتمثل في إشباع وارتواء الجائع
والظمئان ليقوى بهما على التفكير الصحيح ومن ثم إقامة دوره في الحياة، فالغائية
تسبق الكيفية دومًا (أريد أن أسد جوعي، "غائية"، بماذا؟! بالطعام
"كيفية"). وكذا لو لم ندمج الفلسفة بالعلم؟! لما صنع الإنسان السيارات
ولا الطائرات ولا أي شيء قام بصنعه الإنسان، لأن جميع ما يصنعه الإنسان يصنعه
لغاية ابتداءً ومن ثم يبحث الإنسان عن الـ "كيف" (نريد أن نصنع شيئًا
لسرعة الانتقال من مكانٍ إلي مكان "غائية".. بماذا؟! بصنع محرك يحتوي
على اسطوانات ومكابس ومفاعلات وقود…الخ؛ "كيفية" وهلم جرا.
واختتم مشددا على أن السؤال عن الغايات المسؤول عنه الفلسفة هو الدافع الأساسي وراء السؤال عن الكيفية الذي يقوم به العلم، فبدون المفهوم الغائي لن يكون هناك إنتاج. وعليه سيكون استدلالي على وجود الإله مزيجًا بين العلم والفلسفة.