د. عباس شومان: اللغة العربية أشرف اللغات على الإطلاق
- الخميس 26 ديسمبر 2024
تعبيرية
من يتأمل نظرية التطور التي طرحها داروين، سيكتشف أن الهم الأساسي لداروين،
كان يتمثل في كيف يضع فرضية يبرر للناس قبول
فكرة الإلحاد! فالملحد في العصر الحديث يحتاج لبعض الإثباتات العلمية (ولو كانت وهمية)
ليقنع الآخرين بصدق عقيدته. ولذلك نجد كلمة (الطبيعة) تتكرر كثيراً في الكتب التي تتناول
نظرية التطور، ولا نكاد نجد ذكراً لاسم (الله) عز وجل.. وهذا يؤكد صدق ما نعتقده حول
داروين، فقد تم استبدال الخالق تعالى بالطبيعة في مؤلفاته.
ومن جانبه يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، المهندس عبد
الدايم الكحيل، إنه عندما ننطلق في تفسيرنا لظاهرة التشابه بين الكائنات الحية، من
خلال الاعتقاد يوجود خالق عليم حكيم خبير مبدع.. سوف نرى الأمور بشكل أكثر دقة. فالله
تعالى خلق الكون وخلق الكائنات الحية وفق عمليات شديدة التعقيد لا يمكن لأدمغتنا أن
تستوعبها، فالله تعالى يقول في سورة الكهف: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)
، وبنفس الوقت نحن نخطئ عندما نظن أن عملية خلق الإنسان تمت بمجرد تحول الطين إلى بشر
هو آدم عليه السلام! فخلق البشر استغرق زمناً لا يعلمه إلا الله، والأحاديث النبوية
التي تؤكد خلق آدم عليه السلام خلال زمن محدد.. ربما ليس كزمننا، بل إن الزمن عند الله
تعالى مختلف وهو القائل: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
[الحج: 47].
وتابع: أن هذه الأحاديث تصور لنا الخطوط العريضة لعملية الخلق ولا تعطينا التفاصيل
الدقيقة، والقرآن أيضاً يؤكد أن الإنسان خلق من طين.. ولكن السؤال: كيف تحول الطين
إلى خلايا؟ لابد أن هناك عمليات كثيرة جداً حدثت وعلى مراحل وفترات وأزمنة ربما تكون
طويلة بمقاييسنا... ولكن أن التطور الدارويني لم يحدث أبداً، منوها إلى أن نظرية التطور
لم تقدم شيء للعلم، سوى التضليل! فهناك علماء لا يؤمنون بالتطور وهو يقومون بأبحاث
في مجال الطب ويحصلون على نتائج مماثلة لتلك النتائج التي يحصل عليها علماء يؤمنون
بالتطور! وسوف أضرب لكم مثلاً من خلال هذا السؤال: ماذا قدم الإلحاد لصناعة السيارات؟
هل ساهم الإلحاد في تطور هذه الصناعة أم أن الأبحاث العلمية والتجارب هي التي أدت لهذا
التطور الكبير في عالم السيارات؟
وأردف قائلا: كذلك فإن نظرية التطور لم تساعد على اكتشاف دواء جديد أو علاج جديد للإيدز مثلاً... كل ما قدمته هو "كلمة حق يراد يها باطل" أي أن العلماء يدرسون عالم الأحياء دراسة حقيقية ويحصلون على نتائج رائعة تفسر لنا أسرار الخلق من حولنا، ولكنهم يخلطون هذه النتائج داماً بنظرية التطور ليتخلصوا من حقيقة وجود الخالق عز وجل، موضحا أنه إذاً نظرية التطور هي أداة جيدة بالنسبة للملحد لتبرير إلحاده وقبول الحقائق العلمية من منظور إلحادي، ولذلك أرجو من كل من يعتقد بهذه النظرية أن يسأل نفسه: ماذا قدمت لخدمة البشرية؟ وما هي الاختراعات التي تمت بناء عليها؟ وما هي الإثباتات العلمية على أن هناك كائناً يشبه القرد تحول إلى بشر؟ طبعاً الجواب دائماً لا شيء! لأن النظرية بالفعل بنيت على لا شيء والله تعالى يقول: ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [التوبة: 109].
نقلا عن موقع: أسرار الإعجاز العلمي