قصور الثقافة في مصر ..إلى أين ؟

  • جداريات Ahmed
  • الإثنين 18 نوفمبر 2019, 12:04 مساءً
  • 735
أحمد بدر نصار

أحمد بدر نصار

لا يختلف أحد على أهمية قصور الثقافة ونوادي الأدب المختلفة بالمحافظات في ضخ الوعي والثقافة داخل المجتمع، وبالتالي تعمل على صناعة الفكر والوعي، فضلا عن دورها المتميز في اكتشاف المواهب، وتقديمها بصورة ما إلى المجتمع الثقافى خاصة، ومن ثم تقديمها للمجتمع ككل، ولكن المؤسف أن قصور الثقافة ونوادي الأدب الموجودة في عدد من المحافظات والمدن لم تقم بدورها الحقيقي لأسباب كثيرة، وهذا في حد ذاته أزمة كبيرة، فكم من موهبة ماتت لأنها باختصار لم تجد المناخ الذي تنمو فيه بحرية وتألق وتعلن عن نفسها بالشكل المطلوب، فأنا أعرف جيدا كتابًا وشعراء وأدباء شبابًا يقبعون في الأقاليم والصعيد يمتلكون موهبة كبيرة ربما تفوق موهبة الذين يتصدرون المشهد الآن، فليس شرطا أن نطالب الشاعر أو الكاتب أو الروائي الشاب القابع في الصعيد أن يكلف نفسه ويسكن في القاهرة من أجل أن يكون حاضرا في المشهد الثقافي في القاهرة على اعتبارها العاصمة التي يخرج منها كل نجوم الأدب والثقافة. ولذلك على وزارة الثقافة أن تعيد فتح وتجديد جميع نوادي الأدب التي باتت مهجورة في المحافظات والقرى والنجوع لكي تعيد الحراك الثقافي وحب القراءة في الأقاليم والقرى والنجوع مرة أخرى، وأن يكون هناك قنوات اتصال بين مبدعي الأقاليم والصعيد والمبدعين في القاهرة، فما زلت أؤكد أن هناك شعراء وكتابًا وأدباء في غاية الإبداع، وأنهم في حاجة ماسة إلى من يمد لهم يد العون لكي يعلنوا عن مواهبهم الأدبية والثقافية. كما أن افتتاح نوادي الأدب وإعادة ترتيب عمل قصور الثقافة وتفعيل دورها الحقيقي الذي دشنت من أجله، سوف يسهم بشكل كبير في إعادة المشهد الثقافي الذي كانت تتمتع به مصر في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكانت مصر وقتها صاحبة الريادة في ميدان الثقافة العربية بلا منازع، وعلى قصور الثقافة أن تعلن عن مسابقات دورية في الشعر والقصة والرواية لاكتشاف المواهب والعمل على دعمهم والأخذ بأيديهم بقوة لكي يكونوا نواة حقيقة لحياة ثقافية مصرية خالصة.

تعليقات