"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الهجرة
قال الباحث في الإعجاز
العلمي واللغوي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الدكتور أحمد محمد القطوري، إن رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-، قد أعد للهجرة من مكة إلى المدينة، خطة محكمة، واستفرغ
كل طاقته، وبذل المال لشراء راحلة السفر، واستأجر أجيرا، وتوكل على الله- عز وجل-،
مع أخذه بالأسباب المادية والمعنوية، حيث يعلمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، درسا
من أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، وهو درس التعمية.
وأكمل أن التعمية في اللغة،
تعني أن تعمي على الإنسان شيئا فتلبسه عليه تلبيسا، ويقصد به: تعمية الأخبار عن العدو:
أي إخفاؤها، كما أن التعمية في الاصطلاح،
يقصد بها الإخفاء، وإظهار الكلام في غير مراده، وقد جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم-،
بعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، لينام في بيته وعلى فراشه؛ ليعمي عنه، ثم اتجه رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-، من بيته قاصدا بيت الصديق (رضي الله عنه)، ثم خرج رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-، وصاحبه من الباب الخلفي من بيت أبي بكر الصديق (رضي الله
عنه)، ولم يخرج من الباب الأمامي؛ لتعمية أنظار قريش عن الطريق الذي يقصده للهجرة،وتوجه
رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وصاحبه إلى غار ثور، وهو بالجهة الجنوبية من مكة؛
حتى لا يراهما أحد من المشركين،وكان عامر بن فهيرة يتتبع أثر عبد الله بن أبي بكر
(رضي الله عنهم)، بالغنم فيعفي عليه، ولما لحق بهما سراقة بن مالك (رضي الله عنه)،
أمره رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، أن يخف خبرهما عن القوم.
وتابع: يقول البراء بن
عازب (رضي الله عنه)، “فلما دنا – أي: سراقة بن مالك (رضي الله عنه)،- دعا عليه رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-، فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه، ووثب عنه، وقال: يا محمد
قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، ولك علي لأعمين على من ورائي…”الحديث،
وقد قام سراقة بن مالك (رضي الله عنه)، بالتعمية، وصرف الناس عن متابعة الرسول – صلى
الله عليه وسلم-، وصاحبه في هذا الطريق. مع أنه لم يسلم وبقي على شركه.
وأوضح أنه قد يطلق عليها
التورية، ومعناها، أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له حقيقتان، أو حقيقة ومجاز أحدهما قريب
ودلالة اللفظ عليه ظاهرة والآخر بعيد ودلالة اللفظ عليه خفية، والمتكلم يريد المعنى
البعيد، ويوري عنه بالقريب فيوهم السامع أول وهلة أنه يريد المعنى القريب وليس كذلك،
لافتا إلى أنه عن كعب بن مالك (رضي الله عنه)، يقول: “كان رسول الله- صلى الله عليه
وسلم-، قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها،
وقد جاءت التورية في كلام الصديق(رضي الله عنه)، في طريق الهجرة من مكة إلى
المدينة، فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه)، قال: أقبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم-،
إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ورسول الله- صلى الله عليه وسلم-،
شاب لا يعرف، قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟
فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل، قال: فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني
سبيل الخير”
وختم قائلا: إن البيهقي
قد أخرج في دلائل النبوة عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله-صلى الله
عليه وسلم-، لأبي بكر في مدخله المدينة: “أله الناس عني، فإنه لا ينبغي لنبي أن يكذب”
قال: فكان أبو بكر(رضي الله عنه)، إذا سئل ما أنت؟ قال: باغ، فإذا قيل: من الذي معك؟
قال: هاد يهديني”.