أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
كلما هممتُ بإدراك درّة الكلِم في هذا النص المسرحي البديع "فارس يكشف المستور"، أدركتُ عبارة أخرى أكثر عمقا وبراعة "ولطافة" فيمتزج المعنى بالمضمون بالطرح بالفكاهة لتبدو الخلطة مدهشة.
وكلما هممت للاقتراب من حافة اليأس فيما تطرحه الساحة الفنية أشعل الفنان المحترم
أ. محمد صبحي الأمل من جديد، ليراهن على الشجاعة والإرادة والمبدأ والانتماء،
ويدفع بعرضٍ يؤصّلُ ثباته والتزامه دائما بالصف الأول، حيث يقدم نصا يحترم عقل
المشاهد، وضميره، يتناغم مع ظروفه، ويهدهد آلامه، نصا يعلّم، ويعترف،
ويربي، ويرشد، وفوق كل هذا يروّحُ عن النفس التي أثقلتها الهموم.
لم يمر مشهد واحد في المسرحية دون مغزى وإشارة وهدف ناهيك عن الطرح بأسلوب
فكاهي يطبب النفس بالضحكات التي عبأت أجواء المسرح الأنيق الممتلئ.
حين يمتزج
الضحك مع الدمع، الفرح مع الأسى، التمرد مع الثبات، حين تراوغنا الكلمات لتطلق
صفارة إنذار موثقة بحقائق لا ينكرها أحد، حين تتمنى لو تقف عقارب الساعة لتستقي
المزيد الهادف بلطافة وخفة دم، وروح إنسان تربع في القلوب دون استئذان "ويحق
له ذلك" فأنت في حضرة كيان محترم.
لا يفوتني الحديث عن المكان "مدينة سنبل" تلك المساحة الغضة التي
تشع طاقة إيجابية، وبهجة، وراحة، تستقبلنا فيها إدارة منظمة، راقية، تعيد للأذهان
أجواء الزمن الجميل. سيد حسن درويش.
الحقيقة أمس كان يوماً متفرداً بجمالِه، دافئاً بالصحبةِ الطيبة، رائقاً
بحسنِ النوايا التي يأتي الرزقُ على قدرِها.
أجمل وأخلص التهاني للفنان القدير محمد صبحي على هذا العرض البديع ودامت أماسي ملتقى السرد العربي بكل ألق ونجاح، هذا هو الموجز وقريباً بإذن الله "في ندوةٍ خاصة" شرح وتحليل التفاصيل.