حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
معجزة
قال الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، إن من قدرة الله سبحانه وتعالى أن جعل للنظام المناعي في الجسم البشري، القدرة الرهيبة على تمييز الخلايا السليمة من الضار، فحين يدخل أي جسم غريب، يميز النظام المناعي هذا الجسم ويبدأ الهجوم عليه عبر ما يُعرف بـ"المستضدات" أو "الأنتيجينات" التي تعمل كمفاتيح تميز الأجسام الدخيلة، فتقوم الخلايا المناعية بتوجيه هجوم شامل للتصدي لها.
وتابع: قال الله تعالى: "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"
(الفرقان: 2)، في هذه الآية يذكرنا الله أن كل مخلوق وكل جزء في هذا الكون خلق بقدر
وتدبير دقيق، وهذا يظهر في كيفيّة تعرف الخلايا المناعية على العوامل الممرضة بآلية
تفوق أعقد أنظمة التعرف البشرية، لافتا إلى وجود التنسيق في استجابة الجهاز المناعي،
حيث عند شعور الجسم بأي تهديد، تُفعِّل الخلايا الدفاعية استجابة سريعة عبر إطلاق الإشارات
الكيميائية التي تجذب المزيد من الخلايا الدفاعية إلى موقع الخطر. يشبه هذا التنسيق
الدقيق استجابة إنذار سريع، فكل خلية تعرف دورها وتعمل بالتنسيق الكامل. يقول الله
تعالى: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ" (الحج: 74)، ولو تأملنا
في هذا التنسيق بين خلايا النظام المناعي، لرأينا جانبًا من قدرة الله على التدبير
والتحكم في أصغر تفاصيل خلقه.
وأشار إلى دور الخلايا التائية والبائية، الجنود المتخصصون، حيث ضمن النظام
المناعي نجد الخلايا التائية (T-cells)
والخلايا البائية (B-cells)،
وهما يعملان بتكامل تام ضمن خطة دفاعية عالية التنسيق متمثلة في:
• الخلايا التائية: تعمل كمجموعة هجومية، حيث
تهاجم الخلايا المصابة مباشرة وتحاول تدمير أي خلية مشبوهة.
• الخلايا البائية: دورها هو إنتاج الأجسام المضادة،
التي تلتصق بالمسببات المرضية لتسهيل التعرف عليها وتدميرها من قبل الخلايا التائية
والخلايا الأخرى، حيث أن كل خلية في النظام المناعي تعرف دورها تماماً، وسبحان من خلق
هذه الخلايا وجعلها قادرة على حماية الجسم بأدق تفاصيله.
وأردف قائلا: إن الله، جل جلاله، جعل النظام المناعي قادراً على التصدي لأنواع
كثيرة من الأمراض، من أبسطها مثل الإنفلونزا إلى أكثرها تعقيداً كالأورام. ورغم اختلاف
مسببات الأمراض، إلا أن النظام المناعي يتكيف بمرونة مذهلة، تماماً كما قال الله تعالى:
"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر: 49)، فكل خلية ومكون
في الجسم يعمل وفق تقدير إلهي وحكمة شاملة.