باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
لا يمكن القول بأن الرسم القرآني توفيقي واجتهاد من العلماء ولكن يمكن الجزم قطعاً بأن الرسم القرآني توقيفي نزل بهذا الرسم وبهذه الدقة وسنوضح في هذا المقال لماذا بعض الآيات كتبت بالرسم ( كلما ) وبعضها بالرسم ( كل ما )
كما يلي :
وردت اللفظة…( كلما ) في القرآن الكريم 15 مرة .
ووردت برسم ( كل ما ) مرتين اثنتين ..
واختلاف الرسم يؤكد لنا أن هناك اختلافًا طفيفًا في المعنى الذي يحمله كل رسم ، فنجد أن :
وقد عبر رسم الكلمة ( كلما ) كوحدة واحدة عن
هذا المعنى ، وذلك في مثل قوله تعالى : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم
مشوا فيه .. ) .
وهنا نجد أن الحديث عن مكان واحد يضيء فيه
البرق على قوم يمشون ويقفون في نفس المكان .
مثال آخر قال تعالى : ( كلما رزقوا منها من
ثمرة رزقًا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل .. ).
وهنا نجد أن الحديث يدور عن مكان واحد هو الجنة .
قال تعالى : ( كلما دخل عليها زكريا المحراب
وجد عندها رزقا .. ) .
والحديث هنا هو عن مكان واحد وهو المحراب الذي
كانت مريم عليها السلام تقيم فيه .
كلما دخلت أمة لعنت أختها
والحديث هنا عن مكان واحد هو النار .
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم
والحديث هنا عن قوم نوح حيث يعيشون جميعًا في
بلدة واحدة .
ثانيًا : ( كل ما )
فقد جاء منفصلًا ليعبر عن معنى الانفصال أيضًا
أو عن أكثر من مكان ..
ومثال ذلك في قوله تعالى :
ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا الى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم
الآية نزلت فى فريق من المنافقين كانوا من قوم
كافرين فأظهروا الاسلام للرسول ليأمنوه .. وأظهروا الكفر لقومهم الكافرين ليأمنوهم ..
إذن نجد أن الحديث هنا يدور عن قوم حصل في نفوسهم انفصال بين أن يأمنوا المؤمنين وبين أن يأمنوا قومهم .
ومن الواضح أن المؤمنين يعيشون في مكان بينما
يعيش القوم في مكان آخر منفصل ، ومعنى الانفصال هنا قد عبر عنه رسم( كل ما ) .
ومثل قوله تعالى :
ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضًا وجعلناهم أحاديث فبعداً لقوم لا يؤمنون