ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
صورة توضيحية
من المعروف علميا أن الجنين
في بداية خلقه تنشأ به غدة جنسية غير متمايزة، ويمكنها التحول لخصية أو مبيض. وفي البداية
كان العلم يظن أن هذا التحول يحدده كروموسوم الذكورة Y، فإن وجد تحولت الغدة الجنسية إلى خصية، وإن
غاب تتحول إلى مبيض، وهذا يعني أن تحديد الأنوثة عملية سلبية لا تحتاج لوجود شيء يحفزها،
وفقط يكفيها غياب الكروموسوم الذكري Y.
ولكن كل هذا العلم تغير بعد اكتشاف العديد من الجينات التي تقوم بتحديد جنس المولود،
وأصبح تكوين المبيض عملية إيجابية تحتاج لجينات تقوم بتحفيز تكوينه، وبالتالي هناك
صراع كبير قائم بين جينات الذكورة والانوثة من أجل إنتزاع جنس المولود، ذكر بخصية،
أو أنثى بمبيض، كما هو مُبين في الصورة المرفقة.، وفقا لصفحة الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم.
وتابعت أن النص الإسلامي
لم يقل أبداُ أن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود، ولكن تشاركه المرأة في ذلك
، وكان هذا القول في البداية مجرد فهم للدلالة اللغوية والعلمية لأحاديث السبق والعلو
بين ماء الرجل وماء المرأة من أجل تحديد جنس المولود، وطبعاً هذا الفهم في وقته كان
مُخالفاً للعلم المادي، ومخالفاً لكل الكتابات الإسلامية حول تحديد جنس المولود والتي
تشير كلها إلى أن الرجل هو المُحدد الوحيد لجنس المولود، وقلت بأن النص الإسلامي إذا
صح فهمه فهو حاكم على مسار العلم، فلابد أن يتبعه العلم ولو بعد حين وتوالت الإكتشافات
العلمية التي تدعمه، فكتبت عن بحث نشرته مجلة نيتشر يقول بضرورة إعادة تعريف كيفية
تحديد جنس المولود، فالأمر لم يعد قاصر على الكروموسومات، ولكن تعداها للجينات، ومنها
جين الذكورة إس أر واي = SRY
(٣).
وأضافت : أن اكتشاف داكس
جين DAX،
ومصدره كروموسوم الأنوثة X،
ودوره في تحديد الأنوثة، وكيف أن زيادته في الجنين للضعف يمكنه عكس الجنين الذكري XY الى جنين أنثوي له مبيض وكذلك
إكتشاف جين إس دي إكس SDX
على الكروموسوم X
ويمكنه تحديد الذكورة، فيقوم
بمساعدة وتقوية جين الذكورة الشهير SRY،
فإذا غاب SDX
يتحول الجنين الذكري XY إلى أنثى، برغم وجود جين الذكورة
SRY
، ومن ثم هناك ثلاث إكتشافات علمية تثبت أن بويضة المرأة لا تشارك
فقط بجينات تحديد الجنس، ولكن أيضاً لها دور فعال في إختيار الحيوان المنوي الذي يلقحها،
فهي غير مجبورة على قبول أقوى الحيوانات المنوية التي تصل إليها، كما كان يظن العلم،
ولكنها تختار الحوين الذي به أفضل الجينات (٦)، كما أن لها مُستقبلات مُعينة تمكنها
من إختيار الحوين الأكثر حيوية، وأخيراً تُفرز مواد كيميائية تمكنها من جذب نوع معين
من الحيوانات المنوية .
وأردفت : ونلاحظ من الأبحاث
السابقة أنه أصبح لدينا عدد كبير من جينات تحديد الجنس، بعضها من الحوين، وبعضها من
البويضة، ولكن عددها قليل للآن، ومرتبطة بالكروموسومات الجنسية اكس X، وواي Y، فهل هناك كروموسومات جسدية تحمل جينات لتحديد
جنس المولود؟، وهل البويضة بها جينات أخرى لتأنيث المولود يمكنها التغلب على الجين
الذكري SRY.
وأشارت إلى ما قاله
الباحث الدكتور محمود نجا أنه قد وجد بحث حديث
تم نشره في مجلة Science
بتاريخ نوفمبر ٢٠٢٣، أثبت وجود جين قوي لتحديد جنس الأنثى، ومحمول
على كروموسوم جسدي رقم ١١، وليس كروموسوم جنسي، ولكن لأسف لم يقم البحث بدراسة نشاط
الجين، هل ينشط من كروموسومات البويضة أم من كروموسومات الحيوان المنوي، أم كليهما؟،
حيث بتناول البحث الجديد دراسة وظيفة جديدة لأحد الجينات المعروفة وهو جين WT1 في تحديد جنس المولود. وهذا
الجين معروف منذ زمن كبير بدوره في نمو الكلية، ونمو الغدد الجنسية، وله دور سيء في
أحد أشهر الأورام التي تصيب الكلية، والمعروف بإسم ورم ويلمز.
وكشفت الدراسة أيضا أن
هذا الجين بحسب البحث الجديد يقوم أيضاً بإنتاج بروتين ( KTS-)، يساعد على تحفيز تحول الغدة الجنسية للجنين
إلى مبيض، أي أنه جين لتحديد الجنس الأنثوي، ومعلوم أن هناك جينات كثيرة تقوم بتنشيط
تكوين المبيض الأنثوي، ولكن هذا الجين له وضع خاص ومتميز لأنه استطاع التغلب على أقوى
الجينات الذكورية SRY
القادم من الكروموسوم الذكري Y، فقد أثبت البحث أنه عند زيادة كمية البروتين
الخاصة بالجين WT1
في جنين ذكري XY
به الجين الذكري SRY
فإن جنس الجنين الذكري يتحول إلى أنثى، ويقوم بإنتاج مبيض وأعضاء
جنسية أنثوية.
ونوهت إلى أهمية بحث جين
WT1 في تغيير مستقبل أبحاث تحديد
جنس المولود، حيث أن هذا البحث كان ليكون إثبات قوي جداً لأحاديث السبق والعلو، فعندنا
جين أنثوي يتنافس مع جين ذكري فيسبقه ويعلو عليه لتحديد الأنوثة، لولا أن هذا البحث
كما قلت لم يُثبت أن مصدر جين الأنوثة النشط من بويضة المرأة فقط. والسبب في ذلك أن
هذا الجين ليس مصدره الكروموسومات الجنسية X أو Y ، ولكن مصدره الكروموسوم الجسدي
رقم ١١، وهذا يعني أنه يوجد منه في أي خلية جنينية نسختين، واحدة من الأب، والأخرى
من الأم، وبالتالي العلم يفترض أن النسختين تعملان معاً لإظهار الصفة الوراثية وذلك
بحسب الوراثة المندلية.
وأوضحت الصفحة أن
الباحث توصل إلى أن هناك صراع بين جينات التذكير وجينات التأنيث لإنتزاع جنس المولود،
ثم قلت بالنص (وحتما لا أستبعد ان يكون الأمر أعقد من ذلك وخصوصا انه غالبا معتمد على
الوراثة الفوق جينية أكثر من اعتماده على الوراثة المندلية).
ومعلوم أن الوراثة الفوق
جينية epigenetics،
تتحكم في قوة ظهور الجينات من أحد الأبوين، وما إذا كانت نشطة أو غير نشطة، فالجينات
المحمولة على الكروموسومات الجسدية تأتي بنسختين واحدة من الأب، والأخرى من الأم، وليس
بالضرورة أن تعمل النسختين معاً، فقد تقوم الوراثة الفوق جينية بتثبيط احد النسختين،
وبالتالي تظهر الصفة الوراثية للجين من احد الأبوين فقط، سواء الأب او الأم، وبالتالي
مع كل اكتشاف لجين جديد من جينات تحديد الجنس ينبغي معرفة هل تحكمه عوامل فوق حينية،
وإذا ثبتت فلابد معرفة مصدر النسخة النشطة من الجين، هل من الأب أم من الأم. ولله الحمد
بدأ العلم ينتبه لهذه النقطة فتمت عدة دراسات
أثبتت أن بعض جينات تحديد الجنس مثل SRY، و SOX9
تخضع لتحكم فوق جيني epigentic، فمثلاً قد يمتلك الجنين ظاهرياً جينات أكثر
لتحديد الذكورة، ولكن النظام الفوق جيني يثبطها عن العمل ويسمح فقط للجينات الأنثوية
بممارسة عملها، والعكس صحيح
وختمت قائلة: إنه بالبحث
عن وجود تحكم فوق جيني للجين WT1،
وجدت بفضل الله بحث قديم منشور في محلة نيتشر عام ١٩٩٤، يثبت أن هذا الجين يخضع للتحكم
الفوق جيني، بل وأثبت أنه يقوم بتثبيط نسخة الأب وتنشيط نسخة الام في عمر مبكر للجنين،
أي أن نسخة الأم هي النشطة والتي تعمل مبكراً في الجنين، وعليه أتوقع بقوة أن يتم قريباً
إثبات أن البروتين الذي ينتجه جين تحديد الأنوثة WT1 ، سيكون خاضع أيضاً لتحكم فوق
جيني، ويتم إنتاجه من نسخة الأم فقط، كما توقع الباحث أن ذلك سيحدث لكل جينات تحديد
الجنس، بحيث يمكننا معرفة مصدر كل جين، هل من الأب أم من الأم، وبالتالي نفهم بدقة
أكبر طبيعة الصراع بين الأبوين لتحديد جنس المولود، وكيف يسبق أحدهما الآخر ويعلو عليه،
فضلا عن توقعه أن يقوم العلم بإكتشاف أن المبيض ينتج نوعين من البويضات، واحدة تصلح
للتلقيح بالحيوان المنوي الذكري، والأخرى تصلح للتلقيح بالحيوان المنوي الأنثوي، فيصبح
لدينا بويضة أنثوية وأخرى ذكرية مثل الحيوانات المنوية، وهذا يفسر قدرة البويضة على
اختيار الحيوان المنوي الذي يلقحها، فهي مُجهزة مُسبقاً لجنس معين، وتعلن عن نفسها
من خلال بروتينات سطحها، ومن خلال مواد كيميائية تفرزها لجذب الحوين الأمثل لها، من
أجل إتمام التلقيح التكاملي بين النطفتين، وإن شاء الله أشرح هذه الأمور في منشورات
قادمة لأنني أطلت بما فيه الكفاية.