باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الدابة
يقول رب العزة في كتابه الكريم في سورة هود : “َمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ
إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ
فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{6} ” ، وكذلك يقول رب العزة في سورة العنكبوت “وَكَأَيِّن مِن
دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ{60} ، والدابة هي كل ما يدب على الأرض ومنها الإنسان والحيوان والنبات والكائنات
الحية الدقيقة وغيرها.
كما أن الدب والدبيب: مشي خفيف ويستعمل ذلك في الحيوان، وفي الحشرات أكثر، ويستعمل
في الشراب والبلى ونحو ذلك مما لا تدرك حركته الحاسة، ويستعمل في كل حيوان وان اختصت
في التعارف بالفرس قال تعالى: “وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم
مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن
يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ{45}” (النور 45) مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني، كتاب الدال، وفقا
لما قاله الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الدكتور نظمي خليل أبو العطا.
وأوضح أن الرزق، يقال للعطاء الجاري تارة دنيويا وتارة أخرويا، ولما يصل إلى
الجوف ويتغذى به (المرجع السابق – كتاب الراء)، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الرزق هو
كل ما يجري على الإنسان من الغذاء والدواء والكساء والتنفس، والهدم والبناء (الأيض)
والعلم والقوانين والمركبات الكيميائية والحيوية والفيزيائية وسوف نقصر حديثنا في هذا
المقال بإذن الله على الغذاء وآليات الحصول عليه في الكائنات الحية الدابة على الأرض
التي تقع تحت مجال بحثنا العلمي وإدراك حواسنا المجردة أو بالآلة والأداة والتحاليل
الكيميائية والفيزيائية والحيوية.
وتابع : وتحصل الكائنات الحية على الأرض على الطاقة من غذائها على شكل مركبات
عضوية (وغير عضوية) معقدة التركيب، حيث يتم تقسيم الكائنات الحية من حيث أساليب وطرائق
حصولها على الغذاء إلى كائنات حية ذاتية التغذية Autotrophic organisms كالنبات
والطحالب الخضراء المزرقة وبعض أنواع البكتيريا، فضلا عن كائنات حية غير ذاتية التغذية
Nontrophic organisms كالإنسان ومعظم الحيوان والفطريات وهي تحصل على
غذائها من الكائنات الحية ذاتية التغذية، هذا بجانب إلى كائنات مترممة Saprophytic organisms وتحصل على غذائها من الكائنات
الميتة أو بقاياها، وكذلك كائنات متكافلة مع
بعض الكائنات الحية الأخرى للحصول على غذائها.
وأردف قائلا: وتقسم الكائنات الحية عادة إلى الأوليات كالبكتيريا والطلائعيات،
والفطريات والمملكة الحيوانية والمملكة النباتية والإنسان، حيث تحتاج جميع الكائنات
الحية السابقة إلى المواد الكربوهيدراتية للحصول على الطاقة، والمواد الدهنية والمواد
البروتينية لبناء خلاياها، والفيتامينات والمعادن والأملاح علاوة على الماء.
وأضلف أن الله سبحانه وتعالى، تكفل بأرزاق المخلوقات وقدر في الأرض أقواتها
وما يصلح معايش الكائنات الحية عليها كما قال تعالى: “قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ
الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ
فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} ” (فصلت
9- 10).
فمن خلق الشمس؟
ومن خلق التربة الزراعية وشقها؟
ومن خلق الماء سائل الحياة المعجز؟
ومن خلق الخلايا والتراكيب النباتية؟
وتسأل من هيأ كل هذه المخلوقات
والتراكيب لتوفير الغذاء للنبات؟ إنها كما قال تعالى في سورة هود : “ َمَا مِن دَآبَّةٍ
فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ{6} ” وكذلك قوله تعالى في سورة العنكبوت وَكَأَيِّن مِن
دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ{60} وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ{61} اللَّهُ يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ{62} وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ
الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ{63} “
وأشار إلى أنه عندما تتغذى الحيوانات العشبية على المنتجات النباتية فإنها تحصل
على رزقها من المصنع الأول للغذاء (النبات(، وبذلك يتغذى وينمو ويتكاثر ويتحرك الحيوان،
وهيأ الله تعالى الحيوان المفترس والمترمم والمتطفل والمتكافل للعيش على الحيوان العشبي
وهيأ سلاسل غذائية وشبكات غذائية محكمة ومعجزة
ينتقل الغذاء والطاقة والمواد الغذائية خلالها، وخلق للحيوان الأسنان والمناقير والمخالب
والأرجل العوامة والأجنحة للحصول على غذائها المقدر لها في التربة، وخلق الجهاز الهضمي
المهيأ لهضم وامتصاص النبات والحيوان وزوده بالعصارات الهاضمة والإنزيمات المحللة والعوامل
المساعدة لإتمام عمليات الهضم والامتصاص في حدود درجات الحرارة العادية لجسم الحيوان.
نقلا عن موقع: نظمي خليل أبو العطا