مختار عبد الله: الإلحاد شبح يهدد العالم
- الأربعاء 06 نوفمبر 2024
أسئلة الأطفال
ليه لون بشرتي مختلف عن أختي؟.. سؤال قد يطرحه الأطفال يحتاج إلى إجابة مقنعة حتى يعزز اليقين لدى الطفل، ويشكل لديه حائط صد أمام الشبهات التي تتردد بين الحين والآخر.
وبين الدليل الإرشادي للرد على أسئلة الأطفال الوجودية، الصادر عن دار الإفتاء المصرية، أن على ولي الأمر في هذه الحالة أن يتفهم الأسباب القوية التي تدفع الطفل إلى مثل هذا التساؤل، وهو غياب المعيار الذي يرجع إليه الطفل عند التفاضل بين البشر، فيظن أن التفاضل حاصل بمجرد الاختلاف في الشكل واللون أو غيرها من المعايير.
وعلى المربي أن يقوم بتوجيه بوصلة المعيار المترسخ في ذهن الطفل عن طريق بيان اختلاف أشكال الناس وألوانهم وغيرها من صور الاختلافات فيه دلالة على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمة خلقة، إذ إن المتأمل في ألوان الناس وأشكالهم وأنفسهم يجد أن بينهم غاية التشابه وغاية الاختلاف في الوقت نفسه.
وقد دل على ذلك قول الله تعالى في سورة الروم: "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين"، فربما تتشارك الجماعة من الناس في كثير من الصفات الشكلية والنفسية لكن إذا تأملنا كل فرد من أفراد هذه المجموعة لا بد وأن نجده متميزا عمن سواه في أمر ما أو بعض الأمور.
فقد اقتضت إرادة الله وحكمته أن يكون الإنسان مخلوقا مركبا لا يمكن اختزاله في صورته أو بيئته أو غيرها، ولا يمكن الحكم عليه بالنظر لجانب من تكوينه وإغفال غيره، وإنما هو مجموع كل تلك العوامل الجينية والنفسية والاجتماعية التي إذا اجتمعت أنتجت نفسا لا تشببه غيرها، حتى التوأمين اللذين يتشابهان في كل شيء تقريبا، لا بد أن يوجد لكل منهما ما يختلف به عن الآخر ويتميز به عنه.
وإذا عرفنا ذلك، علينا أن نوجه نظرنا دائما إلى تأمل دقة وجمال خلق الله وحكمة اختياره في أشكالنا وأنفسنا، وأن ندرك أنه رغم كل ما حبانا الله من نعم خلقية وخُلقية، حينها سيدرك الطفل أن ما يشاهده من اختلاف بين البشر هو دلالة على قدرة وإبداع الخالق سبحانه وتعالى وأن كل واحد مميز عن الآخر بما وهبه الله من صفات.
وعلى ولي الأمر أيضا أن يوضح للطفل، أنه على الرغم من الاختلاف الحاصل بين البشر في جميع أوجه الاختلاف إلا أنه يوجد معيار وحيد يصل للتفاضل بين البشر وهو المعيار الذي بينه الله في قوله: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير"، وما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم ولنا حين قال: "إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى"، فيدرك الطفل حينها أن اختلافه مظهر من مظاهر قدرة وإبداع الله عز وجل فيه، وأن ميدان التنافس والتفاضل هو الوصول إلى الله عز وجل.