هل تطور الكون من لا شيء؟!

  • أحمد نصار
  • الإثنين 04 نوفمبر 2024, 8:52 مساءً
  • 7
تعبيرية

تعبيرية

وفقا نظرية الإنفجار الكبير، يُفترض أن تكون النجوم التي نشأت عند بداية الكون صغيرة بدائية (primitive)، حيث تتكون من غاز الهيدروجين والهيليوم، ولا توجد بها أي معادن.

وقد اقترح عالم الفلك والتر بايد عام 1944 تقسيم النجوم حسب ما تمتلكه من معادن إلى مجموعتين؛ الأولى تعرف باسم الجمهرة الأولى Population I، وهي الأحدث تكوناً، وهي غنيّة بالمعادن، والثانية تُعرف باسم الجمهرة الثانية Population II، وهي أقدم تكوناً، وفقيرة بالمعادن. ولاحقاً عام 1978 افترض العلم وجود مجموعة أقدم من النجوم، عُرفت باسم الجمهرة الثالثة Population III، ويُفترض نظرياً أنها أقدم النجوم تكوناً بعد بداية الإنفجار الكبير، وهي نجوم غازية، خالية من المعادن، وذلك لأن الكون بعد الإنفجار العظيم لم تكن به معادن، ولا غبار كوني cosmic dust. ويعتقد العلم أن المعادن تكونت في أفران نجوم كبيرة تبلغ كتلة كل منها مئات المرات من كتلة الشمس، وذلك بالإندماج النووي لأنوية الذرات ، وفقا لصفحة الإعجاز العلمي في القرآن .

وتابعت: أن مثل هذه الفرضيات السابقة ظلت بلا اختبار علمي حقيقي حتى وقت قريب، حين تم الإعلان عن إطلاق تلسكوب جيمس ويب ذو القدرات الرصدية الأضخم في علم الفلك، وذلك بهدف التحقق من صحة فرضية الإنفجار الكبير، ورصد النجوم الأولية الخالية من المعادن، ولكن كان هناك عدد من الباحثين العرب نجحوا في إثبات خطأ فرضية الإنفجار الكبير، وأنها مخالفة لما حكاه القرآن عن بناء الكون من كتلة الرتق، والتي فطرها الله من ملكه الواسع (زمكان سابق لوجود عالمنا)، وأن البناء يعطي كل جرم من أجرام هذا الكون تركيبه الصالح لوظيفته بدون تطور من نجوم بدائية كما يزعم العلم. وقد بينت بالأدلة العلمية أن كل مُكتشفات تلسكوب جيمس ويب عن بداية الكون تعارض نظرية الإنفجار الكبير، فقد رصد نجوم ضخمة، ومجرات ضخمة، وثقوب سوداء ضخمة عند زمن مبكر لنشأة الكون، حيث لا يفترض وجود مثل هذه التشكيلات الضخمة، وحيث يُفترض ألا يوجد شيء سوى النجوم الغازية البدائية.

ولفتت إلى أنه أخيراً قام جيمس ويب بالكشف الأضخم في تاريخ علم الفلك، حيث قام برصد وجود عناصر معدنية ثقيلة في نجوم قديمة جدا بالقرب من بداية الكون، فبعد مراقبة ٣٣ مجرة قديمة نشأت بعد حوالي ٢ إلى ٣ بليون سنة بعد الإنفجار الكبير، تبين أن نجومها تحتوي عناصر ثقيلة مثل الأكسجين، والنيتروجين، والسليكا، والنيكل الذي يعد أثقل من الحديد من حيث الوزن الذري (٤). وبالتوازي مع الكشف السابق قامت مجموعة أخرى من العلماء بالكشف عن وجود معادن ثقيلة مثل الكربون في نجوم مجرة عمرها ٣٥٠ مليون سنة بعد بداية الإنفجار الكبير، حيث يستحيل أن تتواجد العناصر المعدنية الثقيلة عند هذا العمر المبكر للكون.

وأكملت أن هذه الإكتشافات قد أحدثت صدمة كبيرة في الأوساط العلمية، لكونها تصطدم مباشرة مع ما تفترضه فرضية الإنفجار الكبير من التدرج في تخليق العناصر الثقيلة، فعلمياً ذرات المعادن الثقيلة تحتاج لنجوم ضخمة حديثة التكون مثل النجوم النيوترونية أو المستعرات العظمى supernova، فكيف تكونت هذه العناصر الثقيلة بعد بداية الكون؟!، سؤال يبقى للآن بلا جواب من الناحية العلمية.

ونوهت إلى أن الباحثين أكدوا أنهم كانوا يتوقعون حتى قبل الإعلان عن إطلاق تلسكوب جيمس ويب، وذلك من خلال دراسة معنى اسم الله فاطر ودلالته على نشأة زمكان عالمنا من ملك سابق لله، وليس من عدم كما قد يتصور كثير من كتاب الإعجاز العلمي، والذين تأثروا في ذلك بنظرية الإنفجار الكبير  ويرى الباحثين أن فطر السماوات والأرض مثل فطر جسد أبينا آدم من أرضنا، وفطر أمشاجنا وأجسادنا من الأبوين آدم وحواء (فطرني، فطركم)، حيث تواجدت جميع ذرات آدم في الأرض، ولم تتم صناعتها لأول مرة عند خلقه، فهل بالمثل كانت كتلة الرتق تحتوي على جميع ذرات عالمنا كما تحوي الأرض جميع ذراتنا؟، فالله هو فاطر السماوات والأرض، وفاطر آدم، والمعنى اللغوي للفطر في الحالتين واحد.

وختمت الصفحة أنه لعل الكشف العلمي عن وجود عناصر ثقيلة عند نشأة الكون يكون البداية لمزيد من الإكتشافات التي تؤيد أن عالمنا نشأ من رتق يحتوي على جميع الذرات، بل وفيه الماء الذي جعل منه الله كل شيء حي، وما فتق الرتق إلا توزيع للذرات والماء على الأجرام وبناءها بالنسب التي قدرها الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وحتماً بناء السماوات بأيدٍ من رتق به ذرات من منظور قُرآني يختلف عن تطور الكون من لا شيء من منظور فرضية الإنفجار الكبير.

 

تعليقات