ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
جانب من المحاضرة
قال دكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أمين عام هيئة كبار العلماء: إن التجديد ضرورة لازمة في الشرع الإسلامي الحنيف، وهذا ما يؤكده تدرج الأحكام الشرعية في صدر الإسلام الأول، على مدار سنوات بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء التمهيد لنشر دعوة الإسلام بالتدريج، منذ إقرار الإنسان المسلم بالشهادتين، مرورا بفرضية الصلاة والزكاة والصوم والحج، وبذلك تكونت البنية الأساسية للإسلام، وتم الدين بوضع ضوابط الشرع والأحكام في المعاملات والعبادات والأخلاق.
جاء ذلك خلال ندوة "بين التجديد والتبديد في الفكر الإسلامي"، التي عقدت بمقر كلية الدراسات الإسلامية بنين بالقاهرة، والتي شاركت فيها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وبحضور دكتور رمضان محمد حسان، عميد الكلية، ودكتور حسن الصغير، ونخبة من عمداء كليات جامعة الأزهر، وعدد من طلبة الكلية.
وأكد دكتور شومان أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مقاصدها الشرعية، من خلال التثقيف والإعلام ومخاطبة عقول الناس، وتحذيرهم وتنبيههم لقبول الأحكام المنزلة تدريجيا، مثلما جاء في قضايا الخمر والربا بالمنع والتحريم، فكل مرحلة من هذه المراحل هي عين التجديد، وهذا ما نرد به على أغلب التيارات الفكرية التي تطالب بالتجديد، ولكن علينا أن نبين أنه هناك فرقا بين التجديد والتبديد في الفكر الإسلامي، لأن هناك أحكاما قطعية ومحسومة ثابتة في الشرع، فالتجديد يكون في الطريقة ووسائل الإقناع المعاصرة، للوصول للناس، وهذا يتطلب خطابا لينا مقنعا وعقليا، فالتجديد هنا في الأسلوب، وليس في الحكم ذاته.
وأشار دكتور شومان إلى أن الاجتهاد هو صناعة صعبة، لا يتصدى لها إلا الراسخون في العلم، ومن لهم رخصة تكوينية وعلمية متينة، لاختيار الحكم المناسب للسائل في كل زمان ومكان، بضوابط شرعية محكمة.
وقال دكتور حسن الصغير، أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية، نحن نتعرض اليوم لهجمة معنوية مقصودة، تستهدف زعزعة ثقة المسلمين، في أصولهم وعقيدتهم، بنشر مظاهر التثبيط وهدم المعنويات، والأزهر يقف لهذه المحاولات، بفكره الإسلامي الوسطي الصحيح، حتى يدفع هذه الشبهات عن الدين الحنيف.