هيثم طلعت: فرضية خروج جُسيمات باستمرار من الفراغ الكوانتي من أشهر تدليسات الملاحدة
- الأحد 17 نوفمبر 2024
إلى متى تظل تُسكت ذلك الصوت الدفين الذي يُذكّرك دوما أنّ حياتك ستنتهي لا محالة؟
إلى متى تظل
تُسكت ذلك الصوت الذي يلحّ عليك متسائلاً عن المعنى من حياتك؟
إلى متى تظل
تهرب من تلك الأسئلة التي تُطاردك (لماذا أنا هنا؟، وهل هناك معنى؟، وما هو ذلك
المعنى؟
وهل أنا موجود
هنا فقط لأعيش واستمتع -أو أحاول أن استمتع- إلى أن أموت؟! )
هل تظنّ حقاً
أنّك هنا فقط لتأكل وتشرب وتنام وتنجب ثم تموت؟!
وهل هذا يعني لك
شيء آخر غير أننا تماماً كالأنعام، بل أقلّ قدراً وأضلّ حالاً فهي أنعام قد أُحيطت
بدوامات من القلق الوجودي والحيرة الغائية دون أن تُحرك سمعاً ولا بصراً لمحاولة
الإجابة وفهم الحياة؟
"لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ".
هل ستظل تظن أنّ
الموت خلفك يجري وراءك سريعاً وأنت تستطيع الهرب منه جيداً، في حين أنه لم يزل منذ
البداية أمامك واقفاً منتظرك وأنت الذي تجري إليه؟
"قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي
تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ"
هل أنت تفرّ من
الموت أم تفرّ من الله؟
فإذا أردت أن
تفرّ من الله حقاً، فلابُد أن تعلم أنّه الوحيد الذي يُفرَّ منه إليه!
"ففرّوا إلى الله".
لأنّ في الأخير
إلى ربك المُنتهى.
"فأين تذهبون".
جرس تنبيه فطرتك
الداخلي ما زال يعمل ويُلحّ عليك فكفاك ضغطاً على زر الغفوة واستيقظ مرة لتواجه
وتفهم وتعيش؟
قف قليلاً
وانتبه وضع العالم حولك على وضع freeze واعطي لنفسك فرصة واحدة كي تفكر في حياتك ومصيرك ومآلك ثمّ ارسم
لنفسك طريقاً وسط روتين تلك الحياة البغيض كي تصل إلى الله مُبصراً فيبعثك يوم
القيامة مُبصراً، فمن كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً.
"يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للَّهِ وللِرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ".
هذا المقال لـ المهندس محمد سمير رحمة الله ـ نقلا عن مركز الفتح لدراسة الإلحاد