ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
الجبال
تعد الجبال من أهم وأبرز الظواهر الطبيعية التي تطرق لها القرآن الكريم، حيث أشار إليها من خلال مواضع متعددة تتعلق بتكوينها، وأن هذا التناول يعكس إعجازًا علميًا يتوافق مع الحقائق الجيولوجية الحديثة، عبر رصد أنواع الجبال في القرآن والعلم الحديث.
يقول الباحث في الإعاجز العلمي في القرآن، فراس وليد، إن أول هذه الأنواع
هو ما يسمى بالإلقاء وهى مرحلة تكوين الجبال البركانية، حيث قال الله تعالى: ﴿وَأَلْقَىٰ
فِي ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ (النحل: 15). تشير الآية إلى أن الله
ألقى الجبال على الأرض لتكون رواسي، أي لتثبيتها ومنع اضطرابها. كلمة “الإلقاء” هنا
تتوافق مع العملية الجيولوجية لتكوين الجبال البركانية.
وتابع: أن الجبال البركانية تتشكل نتيجة النشاط البركاني، حيث تنفجر الحمم والصخور
المنصهرة من باطن الأرض بسبب الضغط، وتُقذف إلى السطح. تتراكم هذه المواد مع مرور الزمن،
وتبرد لتشكّل جبالًا مرتفعة مثل جبل فوجي في اليابان وجبل كليمنجارو في تنزانيا وجبال
هاواي البركانية. هذا النوع من الجبال يمثل مفهوم “الإلقاء”، حيث يُلقي البركان المواد
المنصهرة لتكوين جبال بارزة ومستقرة على سطح الأرض، مما يساهم في تثبيت الأرض ومنعها
من الميل أو الانزلاق، وهو ما يتوافق مع النص القرآني.
وأشار إلى مرحلة النصب، حيث تكوين
الجبال الناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية، مصداقا لقوله تعالى : ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ
كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ (الغاشية: 19). تشير الآية إلى كيفية نصب الجبال، مما يعكس عملية
تشكّلها وارتفاعها فوق سطح الأرض نتيجة تصادم الصفائح التكتونية، منوها إلى أن الجبال
الناتجة عن تصادم الصفائح التكتونية تتشكل عندما تصطدم صفائح القشرة الأرضية ببعضها
البعض. هذا التصادم يؤدي إلى اندفاع أجزاء من القشرة نحو الأعلى، مما يسبب انثناء الصخور
وتشكيل جبال شاهقة، مشيرا إلى مثال، تصادم الصفيحة الهندية بالصفيحة الأوراسية أدى
إلى تكوين جبال الهيمالايا، وتصادم الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوراسية أدى إلى تكوين
جبال الألب. هذه الجبال تمثل عملية “النصب”، حيث يؤدي الضغط الناتج عن التصادم إلى
رفع الجبال بشكل بارز ومستقر، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من قشرة الأرض.
وختم قائلا: إن هناك توافق بين الإعجاز القرآني والحقائق الجيولوجية، من
خلال النظر إلى التفسير العلمي، نجد أن القرآن الكريم أشار بدقة إلى العمليتين الرئيسيتين
لتكوين الجبال: الإلقاء (الجبال البركانية) والنصب (جبال تصادم الصفائح) وهذا التوافق
يعزز الفهم العلمي للآيات القرآنية ويؤكد أن القرآن الكريم قدم إشارات دقيقة إلى حقائق
علمية مهمة قبل أكثر من 1400 سنة من اكتشافها في العصر الحديث وهذا دليل واضح على ان
هذا الكتاب هو من عند الله سبحانه وتعالى وليس من تأليف بشر.