صباح إبراهيم تكتب: قوانين الفيزياء تبرهن على وجود الإله الخالق
- الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
السجود
يعرف علميا أن الفيروس التاجي يهاجم رئيسيا على
رئة الانسان ويسبب للالتهاب الرئوي حتى يؤدي معظم المرضى إلى أن يقضي نحبهم بهذا السبب،
ولمجابهة هذه الحالة الحرجة ينصح الأطباء والخبراء في مجال الصحة للقيام بممارسة الرياضة
التنفسية وإجراء التنفس العميق لتقوية الرئة وتشخيص هجوم الفيروسات، ولا شك أن السجود يقوم دورا هاما في تقوية الرئة
وتنشيط فعاليتها ضد الالتهابات والميكروبات. لأن الرئة تتسع ويتوفر جريان الدماء إلى
جميع مناطقها في حالة السجود حتى تكون قادرة للدفاع عن هجوم الجراثيم والفيروسات،
وهذا ما أكده الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الدكتور يوسف أبو بكر المدني.
وأضاف أنه قبل تسليط الضوء على الفوائد الصحية الناتجة
من السجود للرئة، ألفت النظر إلى مهمة الرئة، ومن أهمها تبديل الهواء الخبيث بالهواء
الطيب بأخذ أوكسجين من الهواء وإيصاله إلى الدم مع طرح ثاني أكسيد كربون من الجسم عبر
التنفس، وهناك جانبين للرئة اليمنى واليسرى وفي اليمنى ثلاثة خليات وفي اليسرى خليتان
تعرف هذه الخليات بالفصوص. وحسب تركيب الرئة
وشكلها نمكن أن نقسمها إلى ثلاثة مناطق: وفي المنطقة الأولى أو العالية يكون ضغط الدم فيها ضئيلا جدا في حالة قيام الانسان
حيث تكون شكلها منقبضة وملتصقة؛ لذا تعرف هذه المنطقة منطقة الجدبة للرئة، ولا يقصد
بها إلا أنها تكون قليلة الدماء بالنسبة سائر مناطق الرئة. وفي المنطقة الثانية أو
المتوسطة يزداد قدر الدم الجاري إليها بما تقع على مستوي القلب، وأما في المنطقة الثالثة
أو السافلة يكون ضغط الدم فيها متوفرا بما
تقع هذه المنطقة تحت مستوى القلب، حتى يكون الشعري داخل الرئة موسعة كل وقت بتوفر جريان الدم إليها، وهذا التقسيم
غير مميز بالحدوود والأسوار،لأنه فرضي حسب شكل الرئة.
وتابع: أنه في العادة عندما نتنفس لا تتسع الرئة بكاملها
ولا يمتللأ الهواء في جميع أجزائها، ولا يتفرغ الهواء كاملا من داخلها، بل يمتلأ الهواء
نصف الرئة أو يقل أو يزيد منها بقليل. ولا تتسع المنطقة العالية ولا تنشط فعاليتها،
هنا ينصح الأطباء أو الإخصائيون في مجال الصحة للقيام بتمارين التنفس أو التنفس العميق
بطرق شتى قياما أو قعودا أو على جنوبهم لتنشيط مناعة الرئة. وإذا أنعمنا النظر إلى
أشكال التمارين التنفسية المختلفة أنها لا تصل إلى ما تدرك من الفوائد الجمة الناتجة
من السجود، وفي حالة السجود يتوفر جريان الدم إلى المنطقة العالية والمتوسطة للرئة
بما تكون فيه تحت مستوى القلب. كما أن السجود يؤدي إلى توسعة الرئة عند قيامه كما أرشد
في الأحاديث النبوية، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه
وضح إبطيه، وهذا الشكل الصحيح للسجود برفع المرفقين وتجنبيهما من الصدر يسهل الطريق
إلى توسع الرئة، كما أنه يكثر جري الدم إلى المنطقة العالية للرئة.
وأشار إلى أنه في السجود الذي يتقرب العبد بربه يساعده
لاحتفاظ صحته عاما وبصحة رئته خاصة، ومما تدل أهمية السجود في الصلاة وفائدته قول الله
تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. كما يدل فضل السجود والترغيب في الإكثار
منه قول النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيْكَ
بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ
اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً. وقال صلى الله عليه وسلم «أَقْرَبُ
مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ. عند
كثرة السجود بإطالته يتقرب العبد بربه ويتحقق أمنيته الدنيوية والأخروية مع احتفاظ
صحته من الأمراض والأسقام.
وأضاف أنه في حالة قيامنا وقعودنا لا يجري الدم وافرا
إلى المنطقة العالية للرئة بما تقع فوق مستوى القلب، وأما في السجود يصب الدم إلي الرئتين
صبا وافرا كانصباب الماء من جهة العالية إلى السافلة، عند انصباب الدم إلي الرئة في
حالة السجود يتسع المنطقة الأولي والثانية للرئة، لأن هذه المنطقة تكون معطلة ومحجوزة عند قيام الرجل، ولكن في حالة السجود
إنها تكون مجالا واسعا لتصفية الدم بما يصل الدم وافرا إليه بكونها تحت مستوي القلب.
ونوه إلى أن الصلاة تمنح النشاط والحيوية للجسم بما
ينشط السجود تصفية الدم من الرئتين بتسهيل الطريق لجريان الدم الهائل إليهما، وقد ثبت
علم الطب أن السرطان يجد الطريق للعض في الرئتين حينما يعوز خلياتها من أكسجين، وعلاوة
على ذلك أن نقص أكسجين في خلية الرئة يؤدي إلي أمراض أخري حيث لا يوجد فيها قوة المناعة
بكون جريان الدم إليها غير كافيا، ويظهر هنا حاجة القيلولة أيضا لاحتفاظ الصحة. وقد
ثبتت الدراسات الطبية أن داء السل يهاجم على المنطقة العالية للرئة وذلك بقلة جريان
الدم فيها. كما أن الجراثيم التي تدخل إلي الرئتين ترتكز على المنطقة الوسطي للرئة،
وإن أمكن إيصال الدم إليها بقدر وافر حتى تروي جميع الخليات فتنشط القوة المناعة فيها،
لذا يقوم السجود بمنح القوة المناعة لخليات
الرئة ويحفظها من إصابة الأمراض.
ولفت إلى أن الشخص قادر على التنفس كحد أقصى 80% من
سعته الوظيفية الكلية، تعتمد سعة الرئتين الكلية على عمر الشخص وطوله ووزنه وجنسه وتتراوح
طبيعتها بين 4 إلى 6 ليترات. تكون للإناث عادة سعة أقل ب 25% من الذكور. كما أن الناس
طوال القامة عادة ما يكون لديهم سعة رئوية كلية أكبر من من هم أقصر. كما أن المدخنين
عادة تكوت سعتهم أقل من غير المدخنين، وجدير بالذكر أنه من الممكن زيادة السعة عبر
التمارين. ولا شك أن من يقوم بالسجود بشكله الصحيح بمدة طويلة يحصل من الفوائد أكثر
مما يدرك من الرياضة التنفسية، موضحا أنه من فوائد السجود التي لا تدرك من من الرياضة
التنفسية أنه يحدث ضغطا من الأعضاء الباطنية
على الحاجب الحاجز الذي بين البطن والصدر ويضيق الصدر وينشط تنفس الزفير، وعند الارتفاع
من السجود يتعمق الشهيق، وبذلك يقل قدر الهواء الماكث في خليات الرئة أو يتفرغ منها
ثاني أكسيد كربون المتراكم، عندما يكرر السجود مرات في كل يوم وليلة، ينعدم الهواء
الماكث فيها حتى تصفيه الرئة تدريجيا، وان وضع اليدين في السجود بعيدتين عن الجوانب يسهل توسع الصدر وتعمق التنفس الزفير
والشهيق بما يساعد لاحتواء قدرا هائلا من الهواء ويصفي كثيرا من الهواء ويحصل الجسم
به كثيرا من أكسجين. وبالجملة أن السجود يهب للإنسان منافع كثيرة صحية وطبية.
وختم قائلا: إنه في حالة رقود الانسان أو عند اضطجاعه تدرك بعض الفوائد الناتجة من السجود، وذلك بما تنعدم حدود مناطق الرئة الثلاثة، حتى تكون الرئة كاملة مثل منطقة السافلة التي يتوفر فيها تيار الدم حيث يجري الدماء إلي جميع الجوانب، وأما في السجود يجري الدم بمقدار هائل إلي المنطقة العالية الجدبة للرئة التي تعاني من قلة الدم فيها، حتى يجبر مشاكل قلة تيار الدماء.
ومن اللافت النظر أن الصلاة فرضت خلال الأوقات التي يشتغل الإنسان بالأعمال
لا في أوقات الاضطجاع الذي ينام فيه، لذلك يكون السجود مهما جدا بالنسبة إلي صحة الرئتين،
وفي حالة السجود والركوع يصب الدم إلي جميع جوانب الرئتين ويجري ذللا من أجل استبدال
أكسجين الطيب بثاني أكسيد كربون الخبيث.