ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
المياه
يقول رب العزة في كتابه الكريم، بسورة المؤمنون "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّٰهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ" ، حيث تتضمن هذه الآية الكريمة إشارات علمية دقيقة حول دورة المياه في الطبيعة وتخزينها في باطن الأرض.
ويشير
التعبير “بقدر“ إلى التقدير المحكم لكميات الأمطار التي تنزل على الأرض، بينما يشير
التعبير “فأسكنّاه في الأرض“ لعملية تخزين المياه الجوفية. هذه المفاهيم تتوافق مع
ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الهيدرولوجيا وعلوم الأرض، وفقا لما قاله
الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد.
وتابع: أن إشارة “بقدر”
في الآية الكريمة "وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ، الإشارة
الأولى أن التقدير الدقيق لكميات الأمطار مدهش حيث تشير الدراسات العلمية إلى أن كمية
الأمطار التي تسقط على سطح الأرض سنويًا تُقدَّر بحوالي 505,000 كيلومتر مكعب. من هذه
الكمية، يسقط حوالي 398,000 كيلومتر مكعب فوق المحيطات، و107,000 كيلومتر مكعب فوق
اليابسة. هذا التقدير يعكس التوزيع المتوازن للماء الذي يضمن استمرارية الحياة على
الكوكب، حيث يتم توفير الماء الضروري للنظم البيئية المختلفة عبر دورة المياه المتوازنة.
وأوضح أن المتوسط العالمي لهطول الأمطار السنوي يقدر بحوالي 990 ملم، في حين أن المتوسط على اليابسة فقط يصل إلى 715 ملم. هذا الفارق يبرز أن الجزء الأكبر من الأمطار يحدث فوق المحيطات، مع تفاوت في الكميات بين المناطق القارية المختلفة بسبب الظروف المناخية والجغرافية، هذا فضلا عن التوازن البيئي الناتج عن توزيع الأمطار يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على استدامة النظم البيئية ودعم التنوع البيولوجي.
وتشير الدراسات إلى أن المياه المتساقطة تتوزع
بطرق تتناسب مع احتياجات المناطق المختلفة، مما يساعد في تحقيق التوازن البيئي. هذا
التوزيع يُسهم في منع الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، إذ إن استبقاء المياه
في التربة والغطاء النباتي يُقلل من تسرّب المياه السطحي ويُعزز من قدرة التربة على
الامتصاص، مما يقلل من آثار الفيضانات خلال الفترات الممطرة ويزيد من إمدادات المياه
خلال الفترات الجافة.
وأكمل أن الغابات، على
سبيل المثال، تُساهم بشكل كبير في تنظيم الدورة الهيدرولوجية، حيث تمتص الغابات المياه
الزائدة وتُقلل من الفيضانات، كما تُحافظ على مستويات المياه الجوفية وتُحسن من جودة
المياه المتوفرة. زيادة نسبة الغطاء النباتي يمكن أن تُعزز قدرة المناطق على مواجهة
آثار التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات، مما يحمي التنوع البيولوجي ويحافظ على
صحة النظم البيئية، كما أشار إلى الدورة الهيدرولوجية، حيث تُظهر الدورة الهيدرولوجية
كيف يتبخر الماء من المحيطات والبحار، ثم يتكاثف في الجو ليعود إلى الأرض على شكل أمطار،
منوها إلى أن هذه العملية المستمرة والمتوازنة تؤكد مفهوم “بقدر“، حيث يحافظ النظام
على كمية الماء الإجمالية دون زيادة أو نقصان.
وأوضح أن إشارة “فأسكنّاه
في الأرض، يأتي تخزين المياه الجوفية، حيث بعد نزول الأمطار، يتسرب جزء من الماء عبر
التربة والصخور المسامية ليُخزَّن في طبقات المياه الجوفية. هذه المكامن المائية تُعتبر
مصدراً رئيسياً للمياه العذبة المستخدمة في الشرب والزراعة، خاصة في المناطق التي تفتقر
إلى مصادر المياه السطحية، منوها إلى استقرار المياه الجوفية، وهذا ما يميزها كون
ذلك عمل على الحماية من عوامل التبخر، مما يجعلها مورداً مائياً مستداماً يمكن الاعتماد
عليه على مدار العام. هذا الاستقرار يضمن توفر المياه حتى في فترات الجفاف، ويدعم الأنشطة
البشرية والبيئية.
وأشار إلى دور المياه الجوفية في النظام البيئي، حيث تسهم المياه الجوفية في تغذية الأنهار والبحيرات من خلال الينابيع، وتحافظ على رطوبة التربة، مما يدعم نمو النباتات ويعزز التنوع الحيوي. كما أنها تلعب دورًا مهمًا في منع هبوط التربة والحفاظ على استقرار القشرة الأرضية.