ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
النمل
انتشر بين بعض المسلمين بالخطأ أن النمل له هياكل زجاجية، وأن هذا هو السبب
العلمي خلف قول الله عن النمل (ليحطمنكم سليمان وجنوده)، فتتكسر أجسادها عندما تطأها
الأقدام، وللأسف بعض من تكلموا في إعجاز الآية بدون تحقيق علمي نقلوا هذا الخطأ في
كتاباتهم ظناً منهم أنه صحيح، مع أنه من الفبركات المُنتشرة بدون سند علمي، فلا يوجد
بحث علمي يقول بوجود مادة زجاجية في هياكل النمل، وكل ما هنالك أن بعض الأبحاث وجدت
أن إضافة السيليكا (عنصر الزجاج) إلى المواد الكيتينية (شبيهة هياكل النمل)، سوف ينتج
مادة أكثر صلابة، وهذا أمر يتم في المعامل وليس في الطبيعة. وأيضاً يوجد نوع نادر من
النمل يقوم بصناعة السيليكا لاستخدامها في تقوية مساكنه ليتمكن من رفعها لأمتار فوق
سطح الأرض ، وقد تم تسمية هذا النوع النمل الزحاجي (Glass ant) ولكن لم يقل احد أن الزجاج دخل في تركيب هياكله.
وأخيراً يوجد نوع من النمل تتميز هياكله الخارجية بلمعة خاصة جدا وكأنها من الزجاج
أو الحديد المصقول، وهو المعروف باسم (Pirate ant)،
ولكن الأبحاث العلمية اكتشفت أن هذه اللمعة تحدث بسبب تراكب مجموعة خاصة من الصبغات
الموجودة في هياكل هذا النمل، فتعطي هذه اللمعة التي تُخيف المُفترسات، وفقا لما
نشره الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الدكتور محمود عبد الله نجا
الاستاذ بكلية طب المنصورة.
وتابع أن سبب صلابة هياكل
النمل، وقابليتها للتحطم من عدمه فأنه مع التقدم العلمي في عصرنا الحديث اكتشف العلماء
الدليل على امتلاك النمل هياكل كيتينية صُلبة، والبعض منها مثل النمل قاطع الأوراق
يمتلك دروعاً معدنية تحتوي على نسبة كبيرة من كالسيت المغنسيوم، والذي يعطيه صلابة
تكاد تشبه الأصداف والعظام الرقيقة، حيث أن مادة الكيتين تدخل في تركيب الكثير من الأصداف،
وهياكل الحشرات، وهي بوليمرات طويلة السلسلة تتركب من مشتقات السكريات الجلوكوزية،
وهو شبيه بالسليلوز ولكن أكثر صلابة لأن الروابط
بداخله تعتمد على الأسيتيل أمين، فتنشأ روابط هيدروجينية قوية بين بوليميرات الكيتين
المجاورة، فتعطي المزيد من الصلابة. وهياكل الحشرات ومنها النمل لا تعتمد على الكيتين
فقط، ولكن تكتسب المزيد من الصلابة والقساوة بإضافة البروتين والمعادن مثل الكالسيوم
والماغنيسيوم والزنك وبنسب مختلفة، وتعرف عملية إضافة المعادن لهياكل الحشرات والنمل
باسم التمعدن الحيوي (Biomineralization)، وهي عملية شديدة التعقيد .
وأردف قائلا: إنه لقياس
درجة قساوة المادة الكيتينية، هناك مقياس خاص للقساوة (Degree of hardness)، يمكن به التفريق بين القاسي الذي يتحطم والرخو
أو اللين، فالقاسي اذا تم وضعه تحت ضغط فإنه تتولد به شقوق (cracks)، وخصوصاً مع زيادة قساوة الكيتين ببعض الاملاح
المعدنية مثل الكالسيوم والماغنيسيوم، وهما عنصران اساسيان في عظام الكائنات الحية.
وعند قياس درجة قساوة هياكل الكيتين عند بعض أنواع النمل، وجد العلماء أن درجة القساوة
تبدأ من 0.73، وقد تصل للضعف 1.5 عن اضافة أملاح الكالسيوم، والماغنيسيوم ، مع ملاحظة
أن درجة قساوة 1.5 بحسب مقاييس الصلابة (Mohs scale)،
تقترب من قساوة معدن الرصاص، والقصدير .
ولفت إلى أن هناك دراسة
أمريكية حديثة أجراها باحثون من جامعة (University of Wisconsin-Madison)، ونشرت نتائجها في دورية (Nature Communications)، حلل العلماء الغطاء الحبيبي الأبيض الذي يكسو
النمل قاطع الأوراق من نوع (Acromyrmex
echinatior)،
فوجدوا أن له دروع معدنية واقية تحميه من المخاطر الخارجية. وباستخدام عدد من التقنيات
التصويرية كالمجهر الإلكتروني استطاع الفريق تصوير البلورات المعدنية التي تغطي الهيكل
الخارجي للنمل، فوجدوا أن الغطاء الخارجي يتكون من طبقة رقيقة من بلورات كالسيت المغنسيوم
مُعينية الشكل والتي يبلغ حجم الواحدة منها من 3 إلى 5 ميكرومترات، وهذه البلورات تكاد
تشبه في تركيبها المادة العظمية.
وتابع أن هذه الأغطية وإن
كانت تُعد أمراً طبيعياً عندما نراها كأصداف صلبة تغطي أجسام القشريات مثل الكركند
(جراد البحر)، إلا أنه كان أمراً مثيراً للإستغراب عند إكتشافه في النمل. ولمعرفة الدور
الذي تلعبه هذه الأغطية المعدنية بالنسبة للنمل، وضع العلماء النمل الممتلك لهذه الدروع
وغير الممتلك لها في معارك تجريبيه مع جيوش أخرى من النمل من نوع (Atta cephalotes)، واكتشف العلماء أن النمل الذي يمتلك هذه الدروع
كان أكثر حماية من غيره الذي لا يمتلكها. كما أن النمل الذي امتلك هذه الأغطية الصلبة
كان أكثر وقاية من المُمرِضَات الفطرية (6).