بالقصص الدينية.. الأزهر للفتوي يؤكد ضرورة ترسيخ عبودية الله في قلوب الأبناء
- السبت 14 ديسمبر 2024
تعبيرية
قال الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فراس وليد، إنه في خضم النقاش الفلسفي والعلمي حول أصل الكون، تجلت مسألة مهمة: هل للكون بداية أم أنه أزلي؟ وهل هذا الكون يمكن أن يوجد بدون سبب أو خالق؟ هذا السؤال يُعتبر محوريًا في علم الفلك والفلسفة، حيث إن الأبحاث الحديثة ونظريات الانفجار العظيم وقوانين الديناميكا الحرارية تُشير إلى أن الكون لم يكن موجودًا منذ الأزل، بل له نقطة بداية واضحة. وعلى الجانب الفلسفي، تُبرز حجة الكالام الكونية أهمية وجود سبب أولي خارج نطاق الكون المادي لتفسير نشأة الكون. في هذا المقال، سنستعرض الحجج العلمية والفلسفية التي تدعم فكرة أن الكون له بداية، مما يفرض ضرورة وجود خالق وراء هذا الكون المترامي الأطراف.
وتابع: أنه من
الناحية العلمية، فأن نظرية الانفجار العظيم (Big Bang): تشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن الكون
له بداية محددة في الزمن، وهي ما يُعرف بالانفجار العظيم. الأدلة الداعمة لهذه النظرية
تشمل تمدد الكون المرصود (قانون هابل)، والخلفية الإشعاعية الكونية الميكروية، وتوزيع
العناصر الخفيفة في الكون. هذه الأدلة تدل على أن الكون لم يكن موجودًا منذ الأزل،
بل له نقطة بداية في الزمن، منوها إلى أن القانون الثاني للديناميكا الحرارية، ينص
على أن الإنتروبيا (العشوائية) في نظام مغلق تزداد مع الزمن. لو كان الكون أزليًا،
لكان قد وصل إلى حالة من التوازن الحراري حيث لا يمكن حدوث أي عمليات حرارية. ولكن
بما أن العمليات الحرارية ما زالت تحدث، فهذا يشير إلى أن الكون ليس أزليًا.
وأكمل: أما من
الناحية الفلسفية، فأن مبدأ السببية (Causality): ينص هذا المبدأ على أن كل حدث له سبب. إذا
كان الكون قد بدأ في الوجود، فيجب أن يكون هناك سبب لوجوده. وهذا السبب لا بد أن يكون
خارج نطاق الكون المادي وغير مقيد بالزمان والمكان، حيث أن حجة الكوسمولوجيا الكالامية
(Kalam
Cosmological Argument): هذه الحجة، التي نشأت في الفكر الإسلامي، تقول: كل ما يبدأ في الوجود
له سبب، وأن الكون بدأ في الوجود، إذن، الكون له سبب. هذا السبب يُنظر إليه على أنه
الخالق.
وأوضح أن مفهوم
الوجود الضروري والممكن يتمثل في أن الفلاسفة مثل ابن سينا تحدثوا عن الفرق بين “الوجود
الممكن” و”الوجود الضروري”. الكون يُعتبر وجودًا ممكنًا لأنه يمكن أن يوجد أو لا يوجد،
وبالتالي يحتاج إلى سبب لوجوده. أما “الوجود الضروري” فهو الذي لا يمكن أن لا يوجد،
وهو السبب الأول أو الخالق.
وتابع: استحالة
التسلسل اللانهائي للأسباب، فلو افترضنا سلسلة
لا نهائية من الأسباب، فلن نصل أبدًا إلى سبب أولي يفسر وجود الكون. لذا، من المنطقي
وجود سبب أولي غير مسبوق بأي سبب آخر، وهو ما يُسمى بـ “المحرك الأول” عند أرسطو.
وختم قائلا:
إنه خلال الأدلة العلمية، يبدو أن الكون له بداية وليس أزليًا. ومن الناحية الفلسفية،
حتى لو افترضنا أن الكون أزلي، فإن وجوده يحتاج إلى تفسير. الوجود نفسه، سواء كان له
بداية أو كان أزليًا، يتطلب سببًا أو مسببًا خارج نطاقه لتفسير لماذا يوجد شيء بدلاً
من لا شيء، لذلك، القول بأن الكون ليس له خالق وهو موجود منذ الأزل يتعارض مع الأدلة
العلمية الحديثة ومع العديد من الحجج الفلسفية التي تشير إلى ضرورة وجود سبب أولي أو
خالق للكون.