كيف تؤثر النزعة المادية من الناحية الاعتقادية على الفطرة والإيمان؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 23 أكتوبر 2024, 9:14 مساءً
  • 168
تعبيرية

تعبيرية

"مما يؤثر على سلامة العقل وطريقة التفكير وأبسط قواعد المنطق والفطرة هو التأثر والإيمان بالنزعة المادية الاختزالية من الناحية الاعتقادية تحديداً".. هكذا يقول المهندس محمد سمير ـ رحمه الله ـ في كتابه، وقد كان أبرز المهتمين بمحاربة الإلحاد، مشيرا إلى أنه على الإنسان تخيل مدى الأثر الذي ممكن أن تخلفه الفلسفة المادية الاختزالية في عقل وفكر من يتبناها.

ومن الآثار المترتبة على ذلك انحطاط على مستوى الفكر، وتدهور في الحالة العقلية وطريقة التفكير عامة، واختلال في ميزان المنطق والفطرة..

وأشار إلى أن اليهود قديما تبنوا هذه النزعة عندما قالوا لموسى: (أرنا الله جهرة)، فكانت نتيجة ذلك ليس فقط أنهم عبدوا العجل المشاهد من دون الله الغير مشاهد، بل (وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم)، وتبناها أيضاً الماديون والعلمويين حديثاً حين قالوا: (لن نؤمن إلا بالمحسوس المُشاهد!)

وتابع: فكانت نتيجة ذلك أن قال كبيرهم وملهمهم (ريتشارد دوكنز) مجيباً على سؤال كيف نشأت الحياة، أنه لا مانع لديه من أن يكون هناك كائنات فضائية متطورة جاءت إلى الأرض منذ ملايين السنين ووضعت بذرة الحياة عليها ثم رحلت!

وأردف: التأثر بالنزعة المادية يمكن أن تصل بمعتنقها والمتأثر بها إلى أحط درجات الفكر -بوعي أو بدون وعي- حتى وإن كان من بني إسرائيل بين نبي يفعل المعجزات، أو كان مدعياً للعلم والمعرفة والاستنارة في عصر الحداثة وسطوة العلم!

ولذلك كان الإيمان بالغيب هو أخص خصائص المتقين، وهو كما قال أحدهم العتبة التي من تجاوزها فقد تجاوز حد الحيوان الذي لا يؤمن إلا بما يراه من مشهود، مشيرا لقول الله: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ؛ الَّذِينَ يؤْمِنُون بِالْغَيْبِ).


تعليقات