رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

دور الصلاة في تنشيط الدورة الدمـوية!

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 22 أكتوبر 2024, 6:23 مساءً
  • 97
تعبيرية

تعبيرية

 قال الدكتور يوسف أبو بكر المدني، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أن الأبحاث العلمية الحديثة، كشفت أن الصلاة لها دور هام  في تدعيم  الدورة الدموية؛ لأن السجود يساعد لإجراء الدم وافرا من الخلية اليمني للقلب إلى الرئتين، ومن الخلية اليسرى إلى الدماغ والى عضلات القلب عبر الوريد الأورطي. وخلال السجود يجد القلب تخفيفا لعمله مثلما يهبط الإنسان إلى الأماكن المنخفضة، كما يضمن السجود توفير جريان الدم إلى الرئتين. ولا يحصل الإنسان هذا التخفيف والتيسير إلا في السجود؛ لأن الأعضاء السافلة التي تقع تحت مستوى القلب مثل الكلية والمبيض والخصية  والكبد والأمعاء وغيرها تكون فوق القلب في حالة السجود.

وتابع: أن هذا الوضع يساعد لتفريغ الدم  الملوث بثاني أكسيد كربون الماكث فيها إلى خلية اليمني العالية من القلب.  وفي حالة السجود يحدث ضغط هوائي مفرغ  لانجذاب الدم من الأرجل ومن سائر أعضاء السافلة إلي جهة القلب، وأما في أحوال العادية يصعب صعود الدم من الأرجل والأعضاء الباطنية إلى القلب، وبالجملة أن الصلاة التي تشتمل السجود والركوع والقيام والقعود تقوم بدور مزدوج هام في الدورة الدموية لجريان الدم من القلب إلى الجوارح ومن شتى أنحاء الجسم إلى القلب.

وأشار إلى أنه من أهم أسباب المرض المسمى بتوسع الأوردة؛ المكث الدائم للدم في الشرايين دون أن يرتفع إلى الأعلى يحدث بما يفقد توازن جريان الدم عبر الوريد الأورطي، وفي الجلوس بين السجدتين والتشهد يحدث تضيق على عضلات الرجل بالتصاق الساق والفخذ عند ثني الركبة، نتيجة لهذا الضغط والتضييق، يصعد الدم الماكث في الأرجل إلى القلب، وفي أثناء سائر الأوقات لا يوجد عامل  لصعود  الدم الماكث إلى القلب، وبعبارة أخرى أن الجلوس بين السجدتين يعمل كقلب ثانوي خارجي في الدورة الدموية، والمكث القليل  في الجلوس عند القيام من السجود أيضا يحقق هذا الهدف ويجدر هنا الإشارة إلى المكث القليل في الجلوس قبل أن يرتفع المصلي من السجود إلى  القيام.

وأوضح أن حركات العضلات خلال المشي والعدو وسائر النشاطات الجسدية تحدث ضغطا يدعم صعود الدم إلى جهة العليا ويساعد رجوع السائل اللمف إلى القلب من جديد، لذا تسمي هذه الجوارح بالقلب الثانوي الخارجي، وأما هذا الضغط الذي يحدث عند حركات البدنية غير كثيف بالنسبة ما يجري في الجلوس بين السجدتين وجلوس التشهد، اعتبارا لهذه الميزة يمكن تسمية الجلوس في الصلاة كالقلب الثانوي الخارجي، وإن جميع نشاطات الصلاة  من القيام والركوع والسجود والجلوس تقوم بدور هام في الدورة الدموية، وتمنح للقلب حالة مريحة تشابه حالة القطار الذي ربط خلفه محركا إضافيا في تخفيف عمله وإزالة صعوباته، لذلك يساعد الركوع والسجود لإيصال الدم المحتوي على الغذاء والهواء من القلب إلى جميع أنحاء البدن، كما يدعمان معا لرجوع الدم الملوث بثاني أكسيد كربون إلى القلب والرئتين.

ولفت إلى أكثر ما يلفت النظر هنا ما نشاهد في ملاعب كرة القدم، ما يفعل اللاعبون عند رسوبهم عن حصول الهدف أو عند إصابتهم قنوط في إفلات الكرة عن المرمى،  يلقون أنفسهم في الميدان ـ أو يخرون في الأرض سجدا كما يسجد المصلي في الأرض، لكي ينشرح صدورهم من الضيق والحرج والتوتر؛ لأن هذا “السجود” يخفف ضغط قلوبهم المجهودة، بما يكثف جريان الدم المختلط بأكسجين إلى الدماغ والرئتين، لذا نراهم ينهضون من الأرض بعد لحظات؛ لأنهم إذا مكثوا قليلا على هذه الحالة ينتعش قلوبهم ويرتاح أبدانهم. وأما هؤلاء “النجوم” إن لم ينهضوا من الاستلقاء يلهث إليهم الأطباء بأنابيب أكسجين ليستعيدوا قواهم. وفي هذه الآونة التي صارت الحياة كلها مسابقات ومباريات، يلزم على الجميع القيام بالسجود في أوقاتها المعينة ” كما قال الله تعالى إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا”، ولا ينكر أحد من علماء البيولوجيا وأخصائي الطب الحديث الدور الذي تقوم الصلاة بتنشيط جريان الدم في الدورة الدموية وفي تخفيف عمل القلب المثقل وفي انتعاش  الدماغ والرئتين والحواس الخمسة.

وختم قائلا: إنه من سنة النبي صلي الله عليه وسلم انه يضع يديه في السجود مبعدتين من جانب الصدر حتى يري بياض إبطيه، وعندما يبعد اليدين على هذا النحو يوسع الصدر وينشرح الرئتان ويكثر احتواء الهواء فيهما، وفي هذه الحالة بما يحدث فراغ للقلب يجري الدم الملوث سهلا إلى القلب من اليدين والبطن وسائر الأعضاء من منطقة الحوض حتى تتم تصفية الدم بسرعة عجيبة وبمقدار كبير، وهكذا عندما نرفع اليدين إلى المنكبين في بداية الصلاة وعند الركوع والارتفاع منه يوسع الصدر ويزيد مقدار الهواء إلى الرئتين ويتم تصفية الدم بمقدار هائل بوقت قصير.

وفي حالة السجود يتعرض الحاجب الحاجز  بين الصدر والبطن للقبضة والتوسعة بضغط الكبد والبطن وسائر الأعضاء الباطنية عليه. ولا شك أن  فوائد حركات الصلاة من السجود والركوع والجلوس أو أكثرها تدرك من بعض الرياضيات، ولكنها غير موافق لجميع الناس بما يستغرق أوقاتا طويلة أو يحتاج إلى إجهاد جسدي كبير، وأما الصلاة مفيدة جدا لجميع أنواع الناس سواء أكانوا  شبانا أو شيوخا أو مرضي القلب.

تعليقات