ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
نشرت منصة رواسخ، اليوم، تقريرا جديدا تحت عنوان: كيف فاقمت العلمانية شعور الوحدة في المجتمعات الحديثة؟
ولفتت في
البداية إلى ما جاء في مجلة التايم الأميركية في تقرير نُشر في العام 2015 تحت
عنوان: لماذا هناك احتمال أن تكون الوحدة ثاني أكبر
مشكلة صحية عامة؟
واستند التقرير
لدراسة قام بها فريق من الباحثين من في جامعة بريغام يونغ الأميركية التي تملكها
كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وهي أكبر جامعة دينية في الولايات
المتحدة.
وكانت أهم نتائج
الدراسة؛ ارتفاع نسبة الموت إلى 26% بسبب الوحدة، التي تعد أحد أكبر ثلاثة أخطار
تهدد الصحة العامة!
ورصد تقرير
رواسخ، ما الذي يفسر تزايد الوحدة في المجتمعات الحديثة، حيث يشير مايكل برايس
محاضر علم النفس في جامعة برونل الأمريكية إلى أن (ظاهرة الوحدة) واحدةٌ من أكبر
المشكلات التي صنعتها العلمانية في حياة الناس عبر مختلف الدول، وبعد استقصائه
لمجموعة من الدراسات العلمية، يقرر برايس أن هذه المشكلة نشأت بعد فقدان
"التضامن الاجتماعي الحميمي" الذي يوجده الدين بشكل كبير.
فكلما تراجع
التدين واتسعت رقعة نمط الحياة العلمانية في المجتمعات، تعاظم شعور الإنسان
بالوحدة.
وفي هذا السياق
يرى أستاذ علم النفس برايس أن خلق مجتمعات (شبه دينية قوية) في البلاد العلمانية
سوف يعالج الشعور بالوحدة القاتلة ويجعل الناس أكثر سعادةً وصحة.
هكذا يقرر برايس
تخليق العلمانية حالة الوحدة والوحشة لدى الأفراد، ثم يقترح الحل، فهل تحل هذه
المجتمعات شبه الدينية أزمة الوحدة؟!
في كتابه المهم
(المخرج الوحيد، ملحمة الخلاص بين قلق السعي ومدد الوحي) يرى الباحث عبدالله
الشهري أن تفسير برايس هنا لدور الدين لم يكن كافياً..
ثم يعزو تنامي
الشعور بالوحدة القاتلة إلى = أفول الدين!
وبحسب الشهري
فإن سببا أساسيا لظاهرة الوحدة القاتلة "تضييع الإيمان المتعالي الذي كان
يُشعر الإنسان بمعية الله تحت كل الظروف وفي كل الأزمنة..
وهو شعورٌ غامر
بالانتماء يحمي الإنسان من افتراس الوحشة حتى ولو عاش وحده"!
هكذا يتآكل النسيج الاجتماعي ويتعاظم الشعور بالوحشة والوحدة القاتلة، عندما يأفل الدين في مجتمعاتنا الحديثة، بعد أن فصلت الحضارة الغربية الإنسان عن السماء، وحيّدت الدين عن الحياة العامة!