باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
العقاب
يعد العقاب، من الطيور
الجارحة ، ومن يتأمله سيدرك أنه يقدم لنا مثالاً حيّاً على عظمة خلق الله وإبداعه في
تمكين الحياة من الازدهار حتى في أقسى الظروف. سنغوص في أعماق استراتيجيات التكيف التي
يتبعها العقاب للحفاظ على ريشه جافاً ومتيناً وذلك بفضل ما وهبه الله من قدرة على استخدام
الزيوت الطبيعية، حيث يواجه العقاب وغيره من الطيور الجارحة تحديات عدة بسبب العوامل
البيئية مثل الأمطار والذي يمكن أن يشكل تحدياً للطيور لأنه يزيد وزن الريش ويقلل من
قدرته على العزل الحراري ويعيق الطيران الفعال، هذا ما أكده الباحث في الإعجاز
العلمي في القرآن الكريم فراس وليد.
وتابع: ولكن بفضل التكيفات
الرائعة التي خُلقت لديه، يستطيع أن يحل هذه المشكلات بكفاءة عالية. الغدة الزيتية،
التي يُشار إليها باللغة الإنكليزية باسم “Uropygial gland”،
هي هبة من الله تعمل كمحطة إنتاج لمادة دهنية تُستخدم في عملية التزييت التي تضفي على
الريش ميزة التحمل ضد الماء، مشيرا إلى أن العملية بسيطة ولكنها عبقرية في التفاصيل؛
يستخدم العقاب منقاره القوي للضغط على هذه الغدة مُفرزًا الزيوت اللازمة، ثم ينشرها
بعناية على كل ريشة، مما يحول الريش إلى درع مضاد للماء يحافظ على جفاف الطائر وحرارته.
هذه الآلية تمنع الماء من التغلغل وتقلل من مخاطر انخفاض درجة حرارة جسم الطائر، وهو
أمر حيوي لبقائه على قيد الحياة.
وختم قائلا: أنه الأمر
ليس هذا فحسب، بل إن الريش المعالج بالزيوت يصبح أكثر مرونة وقوة، ما يحمي العقاب من
الأضرار التي قد تلحق بريشه نتيجة العوامل الخارجية، ويساعد أيضًا في الوقاية من الطفيليات
والأمراض. هذه الأمور تُظهر بجلاء كيف تُعدُّ هذه التكيفات بمثابة شهادة على العناية
الإلهية التي تكمن في كل تفصيل من تفاصيل الحياة، بل العقاب، بتكيفاته البديعة، يُعتبر
دليلاً حياً على وجود خالق عليم خبير رحيم يعلم حاجة الطائر مسبقاً ويقدم له ما يحتاجه
لاستمرار حياته.