حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
النحل
تسأل الباحث في الإعجاز العلمي والهندسي، في
القرآن الكريم، فراس وليد، هل من الممكن أن يحتوي كتاب نزل منذ أكثر من 1400 عام على
حقائق علمية لم تكتشف الا في هذا العصر الحديث؟ لافتا في الوقت نفسه إلى أن القرآن
الكريم، يقدم دلائل على إعجازه العلمي في العديد من المواضع. أحد أبرز الأمثلة على
ذلك هو الإشارة الدقيقة إلى جنس النحل في عدة آيات من الله ، وهو ما اكتشفه العلماء
لاحقاً عبر تشريح النحل واستخدام المجهر. فكيف استطاع القرآن الكريم أن يسبق العلوم
الحديثة في الإشارة إلى هذا الاكتشاف؟
وتابع أنه في العصور القديمة،
كانت المعرفة البشرية حول النحل مشوبة بالعديد من المفاهيم الخاطئة، خاصة فيما يتعلق
بجنس ملك خلية النحل، منوها إلى أحد أبرز المفكرين الذين أسهموا في تكوين هذه الفكرة
المغلوطة كان الفيلسوف الإغريقي أرسطو. اعتقد أرسطو، شأنه شأن العديد من المفكرين في
عصره، أن قائد الخلية هو “ملك” ذكر، وليس “ملكة” أنثى. وقد استند هذا الاعتقاد إلى
فهمه المحدود للأدوار الجنسية داخل مستعمرات النحل، حيث ربط الذكور بالقوة والسيطرة،
وهو تصور يعكس الفهم الشائع في تلك الحقبة الزمنية.
وأردف قائلا: لم يكن أرسطو
وحيداً في هذا الفهم، إذ تبنت العديد من الحضارات القديمة، مثل الرومان والإغريق، هذا
الاعتقاد بأن الذكور هم قادة خلايا النحل. ظل هذا التصور سائداً لعدة قرون، حتى العصور
الوسطى، مشيرا إلى أنه في القرن السابع عشر (1637-1680) العالم الهولندي يان سوامردام،
الذي يُعتبر من الرواد في علم الحشرات، قام بتجارب تشريحية على النحل واكتشف أن “الملكة”
هي في الواقع أنثى، وليس ذكراً كما كان يعتقد سابقاً. إضافة إلى ذلك، اكتشف أن العاملات
في الخلية هن إناث غير مخصبات، بينما يتواجد الذكور فقط لتخصيب الملكة ليتم طردهم من
خلية النحل بعد انتهاء عملية التزاوج، كانت هذه الاكتشافات العلمية نقلة نوعية في مجال
دراسة الحشرات، وخاصة النحل، حيث أزال هذا اللبس الذي كان سائداً حول جنس النحل. ومن
هنا بدأت المجتمعات العلمية تنظر إلى النحل من منظور أكثر دقة بناءً على هذه الحقائق.
وأضاف أن مجتمع النحل يُعد
في الغالب أنثوياً إلى حد كبير، حيث تلعب الإناث الدور الرئيسي في معظم وظائف الخلية.
المجتمع يتكون بشكل رئيسي من:
الملكة (Queen): وهي أنثى خصبة ووظيفتها الأساسية هي وضع البيوض.
الملكة هي العنصر الأهم في الخلية لأنها المسؤولة عن بقاء النحل عبر التزاوج ووضع آلاف
البيوض يومياً.
العاملات (Worker bees): جميع العاملات إناث غير خصبة، ويشكلن الجزء
الأكبر من الخلية. وهن المسؤولات عن جميع الأعمال اليومية داخل الخلية وخارجها مثل
جمع الرحيق، تغذية اليرقات، بناء الشمع، تنظيف الخلية، والدفاع عنها. دورهن محوري في
بقاء واستمرارية الخلية.
الذكور (Drones): وهم الجزء الأصغر من المجتمع ووظيفتهم الأساسية
هي التزاوج مع الملكة. يعيش الذكور فقط خلال مواسم معينة ولا يشاركون في أي من المهام
اليومية مثل العاملات. وغالباً ما يتم طردهم من الخلية بعد انتهاء موسم التزاوج.
وختم أن الإشارة القرآنية
لجنس النحل في سورة النحل، أمر مدهش، لافتا في الوقت نفسه إلى أن ما يثير الدهشة هو
أن القرآن الكريم قد سبق هذه الاكتشافات العلمية بقرون عديدة. في سورة النحل، الآية
68، يقول الله تعالى: “وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما
يعرشون، موضحا أنه إذا أمعنا النظر في هذه الآية، سنجد أن الفعل “اتخذي” قد جاء بصيغة
المؤنث، مما يشير بوضوح إلى أن الله يخاطب النحل الإناث.
وختم قائلا: إن هذه الإشارة
اللغوية الدقيقة تدل على أن النحل العاملات، اللاتي يقمن ببناء الخلية والبحث عن الغذاء،
هن إناث. هذا التفاصيل الدقيقة لم تكن معلومة للبشر في ذلك الوقت، ولم يتم اكتشافه
علمياً إلا بعد مضي أكثر من ألف عام على نزول القرآن، والذي يعد كتاب علم وإيمان، منوها
إلى أنه في النهاية، الإشارات العلمية في القرآن الكريم، مثل تلك المتعلقة بجنس النحل،
تؤكد أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون إلا من عند الله، الذي يعلم أسرار الكون والحياة.