كبف أثبت العلم أن للنبات قُدرات معرفية ذكية.. ويتألم ويبكي؟

  • أحمد نصار
  • الأحد 13 أكتوبر 2024, 5:12 مساءً
  • 233
النبات

النبات

قالت صفحة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، إنه لو كان شرط قبول أو إنكار المُعجزات هو العقل، لكان حديث بُكاء جذع النخلة حنيناً لرسول الله من الأحاديث المُنكرة، فلا يُتصور عقلاً أن هناك نبات له قدرات معرفية شبه عقلية، ليدرك ما حوله، أو أن يتفاعل مع ما يُدرك فيبكي، ويحن، ولا يُتصور عقلاً أن هناك بشراً يمكنه سماع أصوات النبات بدون أدوات علمية تمكنه من ذلك، هذا إذا صح أن للنبات صوت. ولكن المسلم عنده قاعدة تعصمه من إنكار المُعجزات، وهي أن العقل قاصر عن الإدراك بقدر قصور الحواس عن الشعور بكل ما يُحيط بها، ولذا لا نستغرب أن يكون للنبات قدرات معرفية، أو أن يتألم ويبكي لفراق رسول الله.

وتابعت: أنه مع التقدم والتطور العلم وأدوات الرصد، أصبح العلماء قادرون على دراسة أحوال النباتات التي غابت عن حواسنا، فكان مما اكتشفوه أن لها قدرات معرفية شبه عقلية، تمكنها من التفاعل مع بيئتها المُحيطة، وتصدر أصواتاً خاصة، عند تعرضها للإجهاد، وكأنها تبكي من الألم وأن بعض الكائنات الحية يمكنها سماع هذا البكاء، والتفاعل معه، فزادنا هذا الكشف يقيناً في صحة مُعجزة بُكاء الجزع حنيناً لرسول الله، وفي كُل مُعجزة ذُكرت في القُرآن والسُنة النبوية، مع ملاحظة أنه لا يمكن للعلم أن يكتشف كيف تمكن النبي والصحابة من سماع الجذع بدون أدوات علمية، فالمعجزات لا تُفسر بالعلم، فسُبحان الذي أسمعهم، وإليكم التفصيل.

وأشارت إلى الدلالة العلمية لأحاديث بكاء الجذع حنيناً لرسول الله، حيث روى البخاري عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّه (كَانَ المَسْجِدُ مَسْقُوفًا عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَخْلٍ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ يَقُومُ إِلَى جِذْعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صُنِعَ لَهُ المِنْبَرُ، وَكَانَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْنَا لِذَلِكَ الجِذْعِ صَوْتًا كَصَوْتِ العِشَارِ، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ، فَسَكَنَت). والناقة العشار هي التي أتمت حمل مقداره عشرة أشهر واقترب أوان ولادتها، فيكون صوتها كالباكي من الألم، لافتا إلى أن أحمد زاد في مسنده أن الرسول قال (إِنَّ هَذَا بَكَى لِمَا فَقَدَ مِنَ الذِّكْرِ )، وزاد النَّسَائِيّ في الْكُبْرَى (اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السارية كحنين النَّاقة الحلوج). والحلوج: النَّاقة الَّتِي نُزع مِنْهَا وَلَدهَا، منوهة إلى أن من الأحاديث السابقة يتبين لنا بوضوح أن الجذع أدرك غياب رسول الله، وغياب الذكر الذي كان يسمعه، بما يوحي بأن له قدرات معرفية شبه عقلية، فتعرض لألم الفقد، والبكاء حنيناً لرسول الله. فهل يوافق العلم على أن للنبات قدرات معرفية، وأنه يتألم ويبكي بصوت يمكن سماعه؟

وأوضحت أن العلم يثبت أن النبات يتألم ويبكي بصوت يمكن سماعه، مشيرة إلى دراسة حديثة، حيث نُشرت في مجلة Cell بعنوان (النباتات المُجهدة تصدر اصواتاً محمولة بالهواء وغنية بالمعلومات)،  وجد العلماء أن النباتات المُجهدة التي لم ترو بالماء (تم تجفيفها)، أو قطعت جذوعها تصدر أصواتاً تكاد تشبه البكاء، ويمكن للحيوانات سماعها. وقد أُجريت هذه التجارب في غرفة عازلة للصوت ثم في صوب صاخبة، وذلك باستخدام لواقط صوتية خاصة تم توصيلها ببرامج خاصة تم برمجتها للتمييز بين النباتات غير المجهدة، والنباتات العطشى، والنباتات المقطوعة. وقد وجد العلماء أن هذه النباتات التي تعرضت للإجهاد كانت تصدر أصواتا تشبه الفرقعة أو النقرات، بمعدل حوالي 30 - 50 نقرة في الساعة، وذلك على فترات عشوائية، بينما النباتات غير المُجهدة أصدرت أصواتا أقل بكثير. وبعد 5 أيام من الإحهاد، وصلت الأصوات إلى ذروتها.

   وختمت قائلة إنه في النهاية تلاشت الأصوات حيث جفت النباتات تماما. وقد وجد العلماء أن هذه الأصوات لها أنواع تختلف حسب سبب الإجهاد، وأن هذه الأصوات ينقلها الهواء لبعض الكائنات الحية فتحصل منها على معلومات تستفيد منها، فمثلا تتجنب العثة وضع بيوضها على هذه النبتة المُجهدة، ولكن لا يستطيع الإنسان سماع هذه الأصوات لأنها ذات تردد مرتفع فيتعذر على الأذن البشرية سماعها.

تعليقات