بمشاركة هيثم طلعت.. لقاء فكري يناقش مخاطر "الروحانية الزائفة" وممارسات "مشعوذي العصر"
- الأحد 20 أبريل 2025
نشرت منصة رواسخ، اليوم تقريرا تحت عنوان: لماذا يسعى الحداثيون لتفريغ النبوة من معناها؟
وأوضح أن الحداثيين
عملوا بكل جهدهم على تكرير معانٍ مختلفة لمحاولة تفريغ الرسالة المحمدية من قيَمها
الأصيلة، من أجل موافقة المزاج الحداثي والليبرالي صاحب الهيمنة الثقافية على دنيا
الناس في القرن العشرين والحادي والعشرين.
وأشارت إلى أنه رغم
عدم إنكارهم لنبوة النبيِّ عليه الصلاة والسلام، إلا أنهم لم يتركوا موضعًا لتعطيل
لوازم رسالته إلا ساروا فيه.
وبينت أن هذه المحاولات
اتخذت أشكالًا عدة ومنها:
1- الوحي موقفٌ أيديولوجي
يذهب أصحاب هذا
الاتجاه إلى أن الاحتجاج بالسنة كان موقفا إيديولوجيا سببه عصبية قَبَليَّة من
الإمام الشافعي لكونه قرشيًّا كالنبي عليه الصلاة والسلام.
متجاهلين بذلك
كل عمل الأئمة الآخرين وموقفهم المطابق من كون السنة وحيًا!
2- ظنية السنة وعدم الثقة في نقلها..
في هذا الاتجاه
يحاول كثير من الحداثيين التشكيك في أحاديث الآحاد بكل سبيل، ومحاولة إثبات أنها
لا يمكن أن تكون حجة تُبنى عليها الأحكام.
أو وفق ما قال
بعضهم: "لا هي تتصل بالدين ولا هي تتعلق بالشريعة.
وإنه يمكن إنكار
استقلالها بفرض الفروض الدينية، أو بإيجاب الواجبات الدينية دونَ أن يؤخذَ على
منكر شيئًا"!
3- مجازاتٌ لُغوية
هنا جعل بعض
الحداثيين السنة من باب المجازات والمثل العليا للتأمل وليست تشريعًا!
بل تجاوز بعض
المؤلِّفين هذا الحدَّ إلى ما هو أبعد، حيث جعل القرآن نفسه عبارة عن مجازات
لُغوية لا ترقى كي تكون تشريعا يُطبَّق في كل الحالات والظروف!
4- سياق اجتماعي جغرافي
وأحسن
الحداثيِّين موقفًا هم الذين يثبتون النبوة للنبي ومجيئه بالوحي قرآنًا وسُنَّةً،
ولكنهم يزعمون أنهما كانا مناسبين لزمانِهما وسياقِهما الاجتماعي والجغرافي، وليسا
صالحين لزماننا وسياقنا.
بهذه الاتجاهات المتباينة.. كان سعيُ هذا الاتجاه من المثقفين إلى تحييد مكانة السنة وصفة التشريع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعلِه مجردَ مُبَلِّغٍ للقرآنِ دون مزيد، مخالفين بذلك نصوص القرآن الواضحة ومقتضيات العقول السليمة!