هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الجسد
قال الدكتور ماهر محمد سالم، إن العلم الحديث
أثبت حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم البشري لمواجهة المخاطر، حال الإصابة بالجرح أو بالمرض،
فقد تم اكتشاف الخطوط الدفاعية، والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال إصابة عضو
من أعضائه بالمرض أو الجرح، تلك الاستجابات التي تتناسب مع درجة معاناة العضو المصاب
تناسباً طردياً، فبقدر ما تكون شدة إصابة العضو بقدر ما يكون توجيه طاقات الجسم، ووظائفه
لمنع استفحال المرض أولاً، ولتحقيق الالتئام والشفاء التام ثانياً.
وتابع: فقد جمعت الدراسات التي أجراها (مور) عامي 1959م و1963م والتي أحصى فيها ماتم كشفه من أسرار تلك التفاعلات، وأضاف إليها ما كشفته دراسات النظائر المشعة لمختلف عمليات الجسم الحيوية صورة متكاملة لاستجابة الجسم البشري للمرض والجراحة، فلو تصورنا إنساناً بالغاً صحيح البدن يعيش في منطقة نائية حيث لا توجد إسعافات أو رعاية طبية، قد سقط من مكان مرتفع أو تعرض لهجوم وحش كاسر، فأصيب بتهتك ونزيف في إحدى فخذيه مثلاً .. ترى كيف سيتفاعل جسمه تجاه هذا الجرح وتلك الإصابة البالغة لكي يحافظ على حياته وحياة العضو المصاب من خطر النزيف والتهتك، والتلوث الذي حدث أولاً ؟ ثم لكي يتمكن من تحقيق التئام الجرح وعودة العضلات المصابة لوظيفتها الطبيعية ثانياً ؟
وأكمل أولاً: سيبدأ
الأمر من ذات الجرح حيث أدى تمزق العضلات وتفتح الأوعية الدموية، وتقطع نهايات وجذوع
الأعصاب الطرفية إلى انبعاث إشارات ونبضات تمثل في حقيقتها استغاثات صادرة من مكان
الإصابة إلى مختلف مراكز الجسم، وتنطلق هذه النبضات على عدة محاور تلتقي كلها عند نقاط
رئيسية ومراكز عصبية وحسية من شأنها تحقيق استجابة عامة و استنفار لجميع أجهزة الجسم
الحيوية، وهو ما يعرف بالاستجابة العصبية (الغدى صماوية Neuro – endocrinal response ) والتي يتبعها تغيرات هامة في تفاعلات الاستقلاب
البدني Metabolic changes . وفي وظائف الكلى، والرئتين، والجهاز الدوري،
والجهاز المناعي (Immune
system)
لتكون المحصلة النهائية لهذه التداعيات هو توجيه طاقة الجسم البشري ووظائف أعضائه لخدمة
العضو المصاب، ولو أدى ذلك إلى بذل الأعضاء المختلفة لجزء كبير من مخزونها وحاجاتها
الأساسية من طاقة وبروتين، ولتوفير ما يلزم لذلك العضو من إمدادات دفاعية وبنائية لتحقيق
التئامه وعودته لحالته الطبيعية.
وأشار إلى ما يسمى بالإشارات المنبعثة من مكان الإصابة،
مثل النزيف الدموي: حيث يؤدي ذلك النزف إلى حدوث هبوط مفاجئ في ضغط الدم تتنبه لـه
المستشعرات الضغطية (Baroreceptors) الموجودة في جدران القلب وشرايين الكليتين والشريانين
العنقيين، وبتنبه تلك المستشعرات تنبعث الإشارات والنبضات العصبية إلى مراكز تحت المهاد
بالجهاز العصبي المركزي (Hypothalamic
centre)
والتي سنرى أنها تمثل محطة رئيسية لاستقبال واستشعار الإشارات المختلفة والتغيرات التي
تحدث بالدم بعد حدوث الإصابات أو المرض، ومن ثم يبدا انطلاق هرمون الـ(نور أدرينالين)
(Nor-adrinaline) من النهايات العصبية المتمزقة في الجرح حيث
تنطلق في الدورة الدموية لتصل إلى مراكز ما تحت المهاد منشطة إياها لتلتقي في ذلك مع
الإشارات السابق ذكرها ، فضلا عن الإحساس بالألم: ويحدث بانبعاث إشارات من النهايات
العصبية في موضع الجرح ليمر في المسارات العصبية إلى مركز الاحساس بالمخ، ومنها تنطلق
الانعكاسات والإشارات من مراكز المهاد (Thalamus)
وإلى النظام الساقي (system
Linbic)
الذي يوزع الإشارات إلى مراكز التكوين الشبكي(reticular formation)وإلى مراكز تحت المهاد (Hypothamus).
ويتضح لنا مما سبق ذكره
أن الشكوى من العضو المصاب قد تمثلت في إشارات انطلقت على ثلاثة محاور رئيسية تلاقت
كلها في الجهاز العصبي المركزي لتنبيه ثلاثة مراكز رئيسية تتمثل في مراكز تحت المهاد،
ومراكز الإحساس العلوية بقشرة المخ ، ومركز
التكوين الشبكي، لافتا إلى أن مايحدث في مراكز تحت المهاد إذ أنها تمثل محطة الاستقبال
والإرسال الرئيسية، وهي حلقة الوصل بين الجهاز العصبي اللاإرادي Autonomic N.S ونظام الغدد الصماء Endocrinal system.
وهي المنسق والمنظم لما
يعرف باسم الاستجابة العصبية الصماوية Neura – endocrinal response.
أ – الاستجابات والانعكاسات
التي تحدث في مراكز ماتحت المهاد:
أولاً: تنبعث المفرزات
المختلفة لهرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية Anterior pituitary releasing factors فتسـبب إطلاق العديد من هرمونات
تلك الغدة والتي من أهمها هرمون منشط القشرة الكظرية Acth
وهرمون النمو Growth hormone
وهرمون منشط الدرقية T.S.H
.
ثانياً: ينطلق هرمون مضاد
الإدرار A.D.H من النهايات العصبية الموجودة
في الفص الخلفي للغدة النخامية Post. Pituitary
(رؤوس هذه النهايات موجودة في مراكز تحت المهاد وتتنبه لإطلاق هذا الهرمون من نهاياتها
بالمنبهات السابق ذكرها.
ثالثاً: تنطلق النبضات
المنبهة لمراكز الجهاز العصبي الودي Sympathetic Nervous S.
الموجودة في ساق المخ والتي من أهمها مركز تسارع نبضات القلب Cardiac accelerator centres ومراكز انقباض الأوعية الدموية
Vasomotor centers ومراكز تنشيط نخاع الكظرية
Adrenal medulla لإفراز هرمون الأدرينالين والنور
أدرينالين بوفرة.
رابعاً: يتم إفراز مادتي
(الاندروفين والانكفالين) في داخل الجهاز العصبي وفي مناطق مختلفة، وكذا في النخاع
الشوكي كاستجابة للإحساس بالألم والإصابة، ولهاتين المادتين أثر مسكن ومطمئن يفوق ما
تفعله مادة (المورفين) بحوالي من 18 إلى 30 مرة.
ورغم أن اتضاح دورهما في
حال المرض والإصابة لم يصل بعد إلى درجة قطعية كاملة إلا أن المشاهد والمستنتج أن لهما
أثراً مسكناً للألم مما يساعد في تهدئة الذعر والاضطراب الذي يحدث للمصاب بسبب الألم
الشديد الذي قد يسبب صدمة عصبية، ويفقد المصاب القدرة على حسن استجابة المراكز الحركية
ومواجهة خطر الإصابة بالقتال أو الهرب.
وهذا مشاهد وملحوظ في الحروب
مثلاً حيث يؤدي ارتفاع نسبة هذه المواد عند المحاربين إلى انتفاء الإحساس بالألم تماماً
رغم حدوث إصابات بالغة أحياناً.
وأضاف : تأتي التداعيات
والتفاعلات الناتجة عن الاستجابات السابق ذكرها، والتي تتمثل في :
أولاً: يقوم هرمون منشط
القشرة الكظرية ACTH بتنشيط الغدة الكظرية لانتاج
كمية وفيرة من هرمونات الكورتيزون والألدوستيرون، ويقوم الكورتيزون أيضاً بتنشيط نخاع
الكظرية لإفراز الأدرينالين فتكون المحصلة هي زيادة هرمونات:
1-
الكورتيزون.
2-
الأدرينالين.
3-
الألدوستيرون.
ولتلك الهرمونات الثلاثة
تأثيرات هامة في توجيه تفاعلات الاستقلاب Metabolic reaction
وتوجيه وظائف الكلى فيما يختص بتنظيم إدرار الملح، وسنعرض لها فيما
بعد.
ثانياً: يقوم (مضاد الإدرار)
بتوجيه القنوات المجمعة بالكلى لإعادة امتصاص أكبر قدر ممكن من الماء الراشح فيها مع
البول وإعادته إلى الدورة الدموية، وبذلك يتم الاحتفاظ بماء الجسم من أن يفقد مع البول.
ثالثاً: بتنبيه الجهاز
العصبي الودي Sympathetic
Stimulation
تنقبض الأوعية الدموية الطرفية ويتسارع نبض القلب وتزداد قوة ضخه،
وبذلك يرتفع ضغط الدم إلى المستوى اللازم لسريان الدم في الأعضاء الحيوية رغم ماقد
يحدث من تناقص في حجم الدم الدوار .
وختم قائلا: صدق النبي صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده