ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
التنويريون العرب
نشرت منصة رواسخ،
اليوم تقريرا تحت عنوان التنويريون العرب.. من الذي دفع للزمار؟!
ولفت التقرير إلى
ما نشرته المؤلفة فرانسيس سوندرز، في كتابها تحت عنوان الحرب الباردة الثقافية..
من الذي دفع للزمَّار؟، الأمر الذي يكشف كثيرًا من تفاصيل الجهود الضخمة التي
قادتها المخابرات الأميركية في مجابهة الثقافة الشيوعية أثناء الحرب الباردة.
وفي كتابها الذي
نُشر عام 1999، تكشف المؤلفة الاستراتيجية الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية
في تحويل عدد من أبرز أنصار حرية الثَّقافة والفكر إلى أدوات يجري التلاعب بها من
جانب جهاز المخابرات الأمريكي.
وتكشف عن
اختراقها لعدد كبير من الكُتَّاب والمفكرين في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم،
وتلاعبها بمقومات الحياة الثَّقافية والفنية العالمية.
كل هذا من أجل
تقويض سلطة الاتحاد السوفيتي من خلال تقويض خلفيته الثقافية المتمثلة في المبادئ
الشيوعية.
وبعد الحادي عشر
من سبتمبر، نشطت مراكز البحث الأميركية في محاولة تطوير المفاهيم الإسلامية لتلائم
الليبرالية الأميركية.
وفي الدراسة
الشهيرة لمركز راند (الإسلام الديمقراطي المدني) اقترحت شيريل بينارد أن يكون هم
الإدارة الأميركية دعم الحداثيين المسلمين؛ من أجل تكريس رؤيتهم للإسلام وإزاحة
رؤية التقليديين.
وكذلك دعم
العلمانيين بشكل فرديٍّ، وحسب طبيعة كل حالة، ودعم المؤسسات والبرامج المدنية
والثقافية العلمانية.
وفي دراسة
(التمويل الغربي وشراء الفكر في العالم العربي) رصد الباحث الهيثم زعفان أثر هذا
الدعم والتمويل في كثير من المثقفين العرب.
ويرى الباحث أن
أثر هذا التمويل يظهر بصورة قوية في أوقات أزمات الأمة الإسلامية، فبينما ينتظر
الجمهور العربي من هؤلاء المثقفين الحضور الفكري في الأزمات التي تقع تحت مسئولية
الدول الغربية.. لا يظهر من هؤلاء المثقفين إلا الصمت المطبق أو محاولة تهوين
الأزمة وتحميل الأمة الإسلامية المسؤولية بأي سبيل.
ولا يقتصر الأمر
على الأفراد المثقفين، بل يذكر الباحث في دراسته كثيرًا من مواقف المراكز البحثية
العربية الممولة في كثير من القضايا العامة والأزمات.
كأزمة الرسوم
المسيئة للرسول ﷺ، وتمويل المشروعات التي تُعنَى بصناعة ما يُعرف بالإسلام المعتدل.
ويمكن أن يُضاف
إليها كذلك مواقف هذه النخب والمراكز من أجندات دعم مجتمع الشذوذ والانحلال
الأخلاقي، وتمويل المؤسسات الإعلامية المُشككة في صوابية وصلاحية القرآن والسنة.
واختتمت منصة رواسخ تقريرها في هذه الصدد بسؤال: هل يُذكِّر كل هذا بواقع بعض المراكز التي نشأت مؤخرًا أو بواقع كثير من النخب التي تنادي بتحديث الخطاب الديني وترسيخ مبادئ الليبرالية والعلمانية في المجتمعات الإسلامية؟!