لماذا توجد قوانين؟!
- الأربعاء 02 أكتوبر 2024
مصطفى محمود
نشرت منصة "العلم يؤكد الدين" مقتبسا من كتاب "حوار مع
صديقي الملحد" أبرز كيف رد الدكتور مصطفى محمود ـ رحمه الله ـ على سؤال: من
خلق الخالق.
وجاء في نص الكتاب: أنتم تقولون إن الله موجود. وعمدة براهينكم هو
قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعًا، ولكل خلق خالقًا،
ولكل وجود موجِدًا.. النسيج يدل على النسّاج، والرسم يدل على الرسّام، والنقش يدل
على النقّاش، والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه.
صدقنا وآمنا بهذا الخالق.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل.. ومن خلق
الخالق.. من خلق الله الذي تحدّثوننا عنه.. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا..
ووفقًا لنفس قانون السببية.. ما رأيكم في هذا المطلب؟
ونحن نقول له: سؤال فاسد.. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلم بأن الله خالق
ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقًا في نفس الجملة وهذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته..
فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا
يصح لنا أن نتصوره مقيدًا بالزمان والمكان، ولا بقوانين الزمان والمكان.
والله هو الذي خلق قانون السببية، فلا يجوز أن تتصوره خاضعًا لقانون
السببية الذي خلقه.