باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
لماذا لم يحفظ الله التوراة والإنجيل ؟
رد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سيد صالح، على سؤال يطرحه البعض من مثيري الشبهات بين شباب المسلمين يقول: لماذا لم يحفظ الله التوراة والإنجيل كما حفظ القرآن؟!
وأوضح خلال حديثه في كتاب "100 شبهة حول الإسلام" أن الله سبحانه وتعالى يَسئل ولا يُسئل عما يفعل، كما قال سبحانه (فعالٌ لما يريد) فالكون له والخلق خلقه يفعل ما يشاء، وقتما شاء، كيفما شاء، مشيرا إلى أن التوراة والإنجيل أنزلهما الله سبحانه على أقوام بأعينهم دون غيرهم وفي أزمنة خاصة و محددة، أما الإسلام أنزله الله، وختم به الأديان، وجعله ديناً يُتبع إلى يوم القيامة، إذن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي سيحتاج إليه الناس في شؤون حياتهم، أما التوراة والإنجيل لن يحتاج الناس إليهما بعد، وبالتالي من العبث أن يحفظ الله شيئاً للناس لا يحتاجونه، ولن يستخدموه، والله منزه عن العبث سبحانه، فضلاً عن أن الإسلام شمل فضائل كل الشرائع التي سبقته وزاد عليهم ما يناسب الناس كافة، وما يتوافق مع عقول الناس كافة، و ما يُناسب تطورات الإنسان كافة إلى قيام الساعة، فكلما تطور الإنسان وجد نفسه لا يزال تحت قبة الإسلام.
وتابع: تخيل معي
أنك تمتلك مكتبًا خاصًا لترجمة اللغات من العربية إلى الإنجليزية والفرنسية
والإيطالية، ثم سمعتَ عن جهاز ترجمة مُحكم في ترجمته، يُترجم من العربية إلى
الإنجليزية فقط، وجهاز ثاني يترجم من العربية إلى الفرنسية فقط، وجهاز ثالث أيضاً
مُحكم تمام الإحكام ويترجم اللغات من العربية إلى الإنجليزية، والفرنسية،
والإيطالية، تُرى أي جهاز منهم ستشتري، وتحتفظ به عندك، الجهاز الذي يُترجم لغة
واحدة أم الجهاز الذي يحتوي على ثلاث لغات؟
بالطبع ستختار
الجهاز القادر على ترجمة ثلاث لغات، حتى يوفر عليك جهد الانتقال من جهاز إلى
الآخر، خاصة إذا كان الجهاز الحديث القادر على ترجمة كل اللغات مُحكم هو الآخر
وضمان إحكامه يدوم طويلاً.
وأردف: من
المثال السابق نفهم بداهة أن الاحتفاظ بالقرآن الذي يحتوي على كل فضائل الكُتب
المقدسة الأخرة، وترك ما هو دونه أفضل.
وذكر محمد سيد
صالح، أن حفظ التوراة والإنجيل مع القرآن يجعل الناس في حيرة من أمرهم، فيلجأون
مرة للتوراة بحجة أنه محفوظ، ويتجهون مرة للإنجيل بحجة أنه محفوظ وكذلك يقبلون على
القرآن، بحجة أنه محفوظ، وكلّ من يتبع ديناً سيظن أن بقاءه على
دينه هو الحق بدليل حفظه، مما يجعل فرقة واختلاف الناس أشد من فرقة واختلاف الناس
اليوم.
وتسائل: لماذا
العجب من هذا ونحن نرى أشياء عملية بين أيدينا تُثبت أن الشيء الذي يُحفظ هو الشيء
الذي يُعمل به؟ ومثال ذلك: الآن الكل يحمل هواتف ذكية، وكل عام
تصدر شركات الهواتف اصدارات جديدة تُناسب تطور الإنسان وتقدمه، ثم تُطالب حاملي
هذه الهواتف بالاستغناء عن الاصدارات السابقة وتركها؛ لأنها لن تُجدي نفعاً بعد
ذلك.
واختتم: مع ذلك
الكل يقبل هذا ويقوم بتحديث هاتفه حتى يواكب تطوره، وإن امتنع أحد عن تحديث هاتفه
باللإصدار الجديد سيجد بعض البرامج و التطبيقات على هاتفه قد تعطلت؛ لأنها غير
موافقة الإصدار الجديد، ومع ذلك لم نجد من يتعجب من هذا الصُنع، ولله سبحانه المثل الأعلى، فكيف يُقبل الاحتفاظ
بالإصدار الأخير للهاتف وترك ما قبله، ولا يُقبل حفظ الله لمنهجه الخاتم وترك ما
سبق من شرائعه؟