هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
القر
قال الدكتور نظمي خليل أبو العطا، إن الكفار والمرجفون اختاروا منهج يساعدهم في القضاء على الإسلام، مشيرا إلى ما قاله كفار قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه ساحر،
وقالوا شاعر، وقالوا مجنون، وقالوا يُعلمه بشر، ورغم كل ذلك عندما سمع أحدهم القرآن
قال: هذا ليس بكلام البشر، ولا هو بالشعر، ولا هو بالكهانة، والله إن له لحلاوة وعليه
لطلاوة، وان أسفله لمغدق وأعلاه لمثمر وهو يعلو ولا يعلى عليه.
وتابع: فاتجهوا إلى القرآن يشككون فيه، ويلغون فيه
كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا
فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت/26) و(وَالْغَوْا فِيهِ) : أي تكلموا بالكلام
الذي لا فائدة فيه، بل فيه المضرة، ولا تمكنوا مع قدرتكم أحدا يملك عليكم الكلام به
وتلاوة ألفاظه ومعانيه، هذا لسان حالهم، ولسان مقالهم في الإعراض عن هذا القرآن (لَعَلَّكُمْ)
إن فعلتم ذلك (تَغْلِبُونَ): وهذه شهادة من الأعداء، والحق ما شهدت به الأعداء، فإنهم
لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم
أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه وألقوا أذهانهم، أنهم لا يغلبون، فإن الحق غالب
غير مغلوب، يعرف هذا أصحاب الحق وأعداؤه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،
عبد الرحمن بن السعدي).
وأكمل: وقد بدأ اللغو في
القرآن منذ زمن طويل، ادعوا أنه معلم من البشر فتحداهم الله أن يأتوا بسورة من مثله
وعجزوا عن ذلك، فاتجهوا إلى التشكيك في أصوله اللغوية كما فعل صاحب كتاب الشعر الجاهلي،
ثم شككوا في تفاسير القرآن حتى يحجبوا المسلمين عن فهم العلماء وآيات الله لتتاح لهم
الفرصة لتفسير القرآن بأهوائهم. ويحاولون التشكيك في السنة النبوية المطهرة المذكرة
التوضيحية النبوية للقرآن الكريم وللدين، والتطبيق العملي لآيات العبادات (صلوا كما
رأيتموني أصلي) و(خذوا عني مناسككم)، وحاولوا أيضا صرف المسلمين عن حفظ كتاب الله وعن
الاهتمام به في رمضان، فألغوا الكتاتيب ونهبوا أوقافها وصرفوا الدارسين عنها وحطوا
من شأن خريجيها وقاموا بأكبر عملية تغييب للمسلمين عن القرآن في رمضان بسيل الفوازير
والمسلسلات وحكايات الحواري، و أنشأوا المقاهي الرمضانية والخيام الرمضانية لإلهاء
المسلمين عن قرآنهم وعن الصلاة وسماع القرآن وخشوع القلوب له في رمضان.
وأردف قائلا: والآن يقومون
بعملية لغو جديدة وسموا أنفسهم القرآنيين إخفاء لهويتهم الفاسدة واحتلوا بعض الفضائيات
والمواقع الالكترونية، كل ذلك تنفيذا لمخطط اللغو العملي في القرآن الكريم، وقد شخص
المصطفى، صلى الله عليه وسلم، هؤلاء ووصفهم لنا بقوله (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم
قذفوه فيها) وقال عنهم: (من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)، فعلينا الحذر منهم، والحذر
من كلامهم المنمق والمدروس والمعسول والمسموم فمن أراد صرفك عن القرآن فهو من اللاغين
فيه، ومن يحاول تفسير القرآن بعقله الفاسد وبهواه فهو من اللاغين فيه، ومن شكك في السنة
النبوية الصحيحة (وخاصة البخاري ومسلم) فهو من أكبر اللاغين في القرآن، حتى لو ادعى
انه لا يعمل إلا بالقرآن، ولا يهتم إلا بالقرآن وأنه يعمل عقله لفهم القرآن.
وأضاف قائلا: اسألوهم:
إذا ألغينا السنة فكيف نصلي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، هل في القرآن الكريم
مواقيت الصلاة، وكيفيتها وعدد ركعاتها؟ أم أن السنة النبوية المطهرة والصحيحة هي التي
شرحت ذلك وأوضحته وطبقته عمليا في واقع المسلمين سنوات طويلة؟ وإذا كنتم صادقين في
دعوتكم أن ما جاء في القرآن نأخذ به، وما لم يجئ فيه لا نأخذ به، وأن السنة غير ملزمة،
فقد ورد في القرآن الكريم نفسه ما يوجب محبة السنة النبوية المطهرة وما يدل على أن
الرسول، صلى الله عليه وسلم، بسنته مبين للقرآن وشارح له شرحا مقبولا عنده تعالى مطابقا
لما حكم به على العباد، وانه يعلم أمته الكتاب والحكمة، والحكمة كما قال الشافعي (رحمه
الله وغيره) هي السنة وعلى تسليم أنها الكتاب، فتعليم الأمة للكتاب معناه شرحه وبيان
مجمله، وتوضيح مُشكله، وذلك يستلزم حجية بيانه للكتاب بقوله أو فعله أو تقريره، قال
تعالى: (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ
لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل/44) وقال تعالى:
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ
فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل /64)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ
اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ
فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء/113) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)
(محمد/33).
وتابع: وقال تعالى: (إِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء/59)، وروى القاضي عياض عن عطاء، وابن عبدالبر
والبيهقي في المدخل – عن ميمون بن مهران: (أن الرد إلى الله هو: الرجوع إلى كتابه،
والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته)، وقد قال الطيبي:
أعاد الفعل في قوله: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة،
فضلا عن ما قاله ابن القيم في إعلام الموقعين: (فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد
الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا
أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أوتي الكتاب
ومثله معه) .
وأكمل: وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر/7)، وقال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ
اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء/80)، قال
الشافعي أعْلَمهم أن طاعتهم (إياه) (طاعته) (أي طاعة لله).، حيث ثبت استقلال السنة
بالتشريع في مواضع كثيرة، وقال، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح (ألا إني أوتيت
الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان في أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم
فيه فهو حلال، فأحلوه، وما وجدتم فيه حرام فهو حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما
حرم الله).
وختم قائلا: وهكذا يكشف
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء المتخمين من أموال أعداء الله الجالسين على
مكاتبهم وفي الفضائيات الملمعة لهم ويقول الواحد منهم: عليكم بالقرآن وحده فهو تبيان
لكل شيء وان السنة مكذوبة والبخاري مكذوب ومسلم مكذوب، والفقه متروك، والتفسير لا يفيد،
ولكن للأسف ينبري الواحد منهم بجهله يفسر الآيات بهواه، وهذا إرجاف في دين الله، ولغو
في القرآن، وهدم للدين، يعلمه العلماء، ويمقته المسلمون، ويرحب به العَلمانيون (بفتح
العين) والشيوعيون لأنه من وجهة نظرهم يستر إلحادهم ولكن هيهات هيهات فقد بات الشباب
المسلم في ديارنا يعلم ألاعيب أعداء الله ونياتهم الخبيثة، والله غالب على أمره ولو
كره الكافرون.