د. محمد سالم أبو عاصي يكتب: سعد هلالي والخلل المنهجي
- الإثنين 21 أبريل 2025
تعبيرية
نشرت صحيفة "تلغراف البريطانية" تقريرا في صدر صفحاتها تحت عنوان "علماء يكتشفون الأمواج العميقة، وجاء ضمن
التقرير أن علماء بريطانيون اكتشفوا، أمواجاً عميقة تتحرك في عمق المحيط الهادي، و
ذلك عن طريق روبوتات خاصة، والتي كشفت عن وجود أمواج تتحرك شرقا وعلى عمق ميل من السطح،
وراح العلماء يشرحون منشأ الأمواج الغريبة: وهى الأمواج المعروفة بأمواج كلفن هي أعرض
وأطول و أبطئ من تلك الأمواج الموجودة على الشاطئ، و يتسبب بنشوئها مجموعة من التغيرات
في حالة الطقس في المحيط الهادي الاستوائي.
وأضافت في تقريرها أنها
معروفة بوجودها قرب سطح المحيط، إلا أن العلماء تفاجؤوا حينما اكتشفوها في أعماق المحيط،
ونقل التقرير ما قاله البروفسور كارن هايوود،
وهو عالم محيطات في جامعة إيست إنجليا في المملكة المتحدة وأحد معدي البحث عندما
قال: لقد غمرتنا حالة من البهجة و السرور في نفس الوقت” و يكمل قائلا “كنا نتوقع اكتشاف
شيء من هذا على عمق 50 متراً؛ لأن صور الأقمار الصناعية تبين ذلك، لكن كنا متحمسين جداً حين وصلتنا البيانات من عمق
1500 متر تدل على وجود تلك الامواج، و هذا
يفتح أمامنا آفاق للبحث في أعماق أكبر لاحتمال وجودها هناك”.
ونشر التقرير ما قاله الدكتور
أدريان ماثيو، وهو عالم أحوال جوية في معهد علوم البيئة في المملكة المتحدة وقائد مجموعة
البحث: “كنا جميعنا نعتقد بعدم وجود أي منها على عمق أكبر من 200 متر”، و يكمل قائلا:
“كثير من البهجة والسرور، كيف لا و قد وجدنا تلك الأمواج على أعماق سحيقة بلغت
1500 متر، فقد كانت أمواج عادية من حيث درجة
الحرارة و درجة الملوحة، تتحرك شرقا كل شهرين عبر المحيط الهادي الاستوائي”. قد يكون
الاكتشاف مهم جدا في توقع التغيرات في حالة المناخ و توقعات حالة الطقس في المناطق
الاستوائية. يعتقد العلماء أن سبب تلك الامواج المحيطية يرجع الى تغير المناخ المعروف
بـ ‘تذبذب مادن جوليان ‘ Madden
Julian Oscillation – MJO
وتابع: انها قد تتحول لتكون نقطة انطلاق لظاهرة النينيو
في نظام الغلاف الجوي في منطقة المحيط الهادي الاستوائي مما يؤثر على حالة الجو في
العالم كله. تذبذب مادن جوليان يعد واحداً من المصادر الرئيسية لتغيرات حالة الجو والمناخ
في المنطقة الاستوائية على حد قول الدكتور ماثيو، فهو يقول: “هي تعمل اختلاف كبير في
حياة الشعوب في اماكن مثل الهند و اندونيسيا، ففي اسبوع يكون هناك هطول شديد للامطار،
و بعد بضعة اسابيع يكون هناك جفاف غير طبيعي، ثم العودة الى الامطار الغزيرة من جديد،
وهكذا”. استعمل فريق البحث روبوتات عائمة حرة
تعرف ب ARGO FLOATS وهي تعمل على عمق 1000 متر
وتصعد للسطح مرة كل 10 أيام، وهي تعمل على قياس درجة الحرارة وملوحة المياه. وعند صعودها الى السطح فهي تقوم
بإرسال كل البيانات عبر القمر الصناعي، و من ثم ترجع الى عملها في الاعماق، وفقا لما
نشره، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الشيخ عبد المجيد الزنداني.
وأشار الشيخ "الزنداني"
إلى ما قاله البرفسور هايوود بأنه خلال العامين الاخيرين حصلت ثورة في طريقة استكشافنا
للمحيط، فقد عمل علماء المحيطات عبر العالم
على تجنيد جيش من الروتوتات العائمة قاربت 3000 و كنتيجة لذلك فقد أصبحنا اكثر
قدرة على ملاحظة التغيرات في مناخ المحيط، و أكثر قدرة على الحصول على القياسات و البيانات
أكثر من أي وقت آخر، علما أن علم المحيطات قد ظهر قبل حوالي 100 سنة “.
وتطرق الشيخ "الزنداني" إلى الإعجاز والذي تمثل في وصف القرآن
الكريم هذه الأسرار والحقائق البحرية فقال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ
يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا
فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ
لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40].
وأكمل : قد أثبت القرآن
وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجي)؛ ليعلم قارئ القرآن أن هذه
الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي -أي عميق- ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ ويخرج
بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات، وقد بين أهل اللغة والتفسير
معنى لفظ (لجي)، فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين: لجي هو العميق. وقال الزمخشري: اللجي
العميق الكثير الماء. وقال الطبري: ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق كثير الماء. وقال
البشيري: هو الذي لا يدرك قعره، واللجة معظم الماء، والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت
أمواجه.
وتابع: وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق
التي سبق الإشارة إليها. قال تعالى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾. قال الزمخشري:
(بظلمات متراكمة من لج البحروالأمواج والسحاب). وقال الخازن:(كظلمات في بحر لجي أي
عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء) وقال
المراغي:(فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).
وأشار إلى ما ذكره القرآن
بأن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه ، مصداقا لقوله تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ
لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ… ﴾ ، حيث أكدت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول؛ قال
تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ… ﴾ وهذه صفة للبحر وهي: وجود موجين
في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في
وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.