لماذا أمرنا بقتل الوزع؟!

  • أحمد نصار
  • الخميس 19 سبتمبر 2024, 02:01 صباحا
  • 118
الوزع

الوزع

  يقول رب العزة في كتابه الكريم" سَنُريهمْ آيَتِنَا فى الأَفَاقِ وفىِ أنَْفُسَهمْ حتىَ يتَبَينَ لَهمْ أَنهُ الحقْ…" ، ونشير إلى إعجاز علمي جديد في أحاديث نبوية تحدثت عن حيوان صغير اسمه الوزغ، فهنا بعض الأحاديث التى ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم عن الأوزاغ، وفقا لبحث كتبه الدكتور  أحـمد كمال الدين عبد الجواد، الأستاذ بكـليه العلـــــوم بجامعة الأزهر الشريف ومن أبز الأحدايث النبوية هي:

 • عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرها بقتل الأوزاغ، وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) أخرجه البخارى (2628).

• عن أبي هريرة، عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل وزغا في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في الثانية فله كذا وكذا – أدنى من الأولى -، ومن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة – أدنى من الذي ذكره في المرة الثانية ). سنن ابن ماجه3351.

• عن عامر بن سعيد عن أبيه (أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً). أخرجه الإمام مسلم.

• وعن أبى هريره رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل وزغاً فى أول ضربه كتبت له مائه حسنه، وفى الثانيه دون ذلك، وفى الثالثه دون ذلك ) وفى روايه..(فى أول ضربه سبعين حسنه ) صحيح مسلم (3359 ).

• أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عكاز فقالت ما هذا فقالت لهذه الوزغ لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنه لم يكن شيء إلا يطفئ على إبراهيم عليه السلام إلا هذه الدابة فأمرنا بقتلها، ونهى عن قتل الجنان إلا ذا الطفيتين والأبتر؛ فإنهما يطمسان البصر ويسقطان ما في بطون النساء.

بعض أقوال العلماء فى تفسير أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم:

أولاً. قول الإمام محمد ابن عثيمين رحمه الله:

والوزغ سام أبرص هذا الذي يأتي فى البيوت يبيض ويفرخ ويؤذي الناس أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وكان عند عائشه رضي الله عنها رمح تتبع به الأوزاغ وتقتلها، وأخبر النبى  صلى الله عليه وسلم أن قتله فى أول مرة كذا من الأجر وفي الثانيه أقل، كل ذلك تحريضاً للمسلمين على المبادرة لقتله، وأن يكون قتله بقوة؛ ليموت فى أول مرة، وسماه النبى  صلى الله عليه وسلم  فاسقاً،  وأخبر أنه كان ينفخ النار على إبراهيم والعياذ بالله حين ألقاه أعدائه فى النار، جعل هذا الخبيث الوزغ ينفخ النار على إبراهيم من أجل أن يشتد لهبها، وذلك مما يدل على عداوته لأهل التوحيد والإخلاص، ولذلك ينبغى للإنسان أن يتتبع الأوزاغ فى بيته وفى السوق وفى المسجد ويقتلها. (من شرح رياض الصالحين باب المنثورات والملح المجلد الرابع)

ثانياً. قول الإمام النووي رحمه الله:

وأما سبب تكثير الأجر فى قتله بأول ضربة ثم ما يليها فالمقصود به الحث على المبادرة بقتله، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضربه ضربات ربما انفلت وفات قتله، وأما تسميته فويسقاً فنظيره الفواسق الخمس التى تقتل فى الحل والحرم. وأصل الفسق الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحيوانات ونحوها بزياده الضرر والأذى، وأما تقييد الحسنات فى الضربة الأولى بمائة، وفى روايه بسعين، فجوابه من أوجه سبقت في صلاة الجمـاعه تـزيد بخمس وعشرين درجة وفي روايات بسبع وعشرين درجة .. أحدها أن هذا مفهوم للعدد ولا يعمل به عند الأصوليين وغيرهم فذكر سبعين لا يمنع المائه ولا معارضة بينهما.. الثانى لعله أخبرنا بسبعين ثم تصدق الله عز وجل بالزياده، فأعلم بها النبى  صلى الله عليه وسلم  حين أوحى إليه بعد ذلك. الثالث أنه يختلف باختلاف قاتلي الوزغ بحسب نياتهم وإخلاصهم وكمال أحوالهم ونقصها، فتكون المائه للكامل منهم والسبعين لغيرهم. والله أعلم. من شرح صحيح مسلم للإمام النووى الجزء السابع ص404 .

وأشار إلى ان الأوزاغ موطناً للعديد من الأمراض، كونها تتغذى على العديد من الحشرات كالذباب، والناموس، والصراصير، وأيضاً الديدان كالديدان الشمعيه، وغيرها ؛ لذلك من المعروف أن الحشرات أكثر وسط فعال فى نقل الأمراض المتوطنه، فضلا عن أن مسكن الأوزاغ أيضاَ يلعب دوراَ هاماً فى الأصابه بالأمراض، لأن معظم الأوزاغ تسكن فى الأماكن الرطبه والأكثر تلوثاً.

ونوه إلى أن بعض الأمراض التى لها علاقه بالأوزاغ:

أولاً. الأمراض البكتيريه Bacterial diseases:

تحمل الأوزاغ بكتيريا السالمونيلا Salmonella، حيث أنها لا تتأثر بها ولكنها تنقلها إلى العوائل الأخرى .

ثانياً. الأمراض المعويـه Gastrointestinal diseases:

• تحتوى الأوزاغ العديد من الطفيليات الممرضه، وأكثر هذه الطفيليات شيوعاً هو طفيل الكريبتوسبوريديم Cryptosporidium، وعندما تأتى هذه الطفيليات إلى الأوزاغ تظهر عليها بعض الأعراض مثل: كثره الترجيع أو التقيؤ لا إرادياً، سيوله البراز، لطخات من البراز حول المكان المحيط به، فقدان الشهيه، وغير ذلك من الأعراض.

• أيضاً يأتى إليها الديدان الدبوسيه Entrobius vermicularis، حيث تشاهد بيوض هذه الديدان فى البراز، ومن المعروف أن الدوده الدبوسيه معديه، ولذلك من السهل أن تنتقل من الأوزاغ إلى غيرها من العوائل .

ثالثاً. الأمراض التنفسيه Respiratory diseases:

تأتي أمراض الجهاز التنفسى من أشياء عديده، منها نوع من أنواع الطفيليات يسمى البنتاستوميدا Pentastomida، والمعروفة بعد تطورها بالديدان اللسانية، والتي تصيب الجهاز التنفسي للأوزاغ، وذلك بتآكل الأنسجه الداخليه للجهاز التنفسى، والبطانات الداخليه للجيوب الأنفية.

وأوضح أنه من أكثر الأعراض التى تظهر أحياناً على الأوزاغ هي: فقدان الوزن والشهيه، الإنتفاخ والتورم، كثرة المخاط فى الأنف والفم، التنفس بصعوبة، البراز غير الطبيعي، شلل في الأطراف والذيل، التنفس بعناء شديد، إزدراء العينين، مائل للنوم أو ما يعرف بالوسن العقلي Lethargy .

كما أن الأوزاغ تسبب بكتيريا السالمونيلا Salmonella ، حيث تمت تسمية الجنس على اسم دانيال سالمون (1850-1914)، وهو اختصاصي أمريكي بالباثولوجيا البيطرية ؛ السالمونيلاجنس من العصيات المعوية سالبه جرام، لا تشكل أبواغاً، وتنتج كبريت الهيدروجين، طولها بين 1 – 7 ميكرون، وعرضها 0.3 – 0.7 ميكرون، بين أنواعها مسببات التيفية ونظيرة التيفية والتسسمات الغذائية، وهى عصيات سالبية الجرام، لاهوائية مخيرة، أغلب أنواعها قادره على الحركة بفضل الأهداب المحيطية، تشكل مستعمرات مستديرة بيضاء ضاربة إلى الرمادي على أوساط الزرع الصلبة، وفي الأوساط السائلة تشكل عكراً وراسباً وأحياناً أغشية، تخمر السكريات (الجلوكوز والمانوز والزايلوز والدكسترين) والكحولات مع تشكيل حمض وأحياناً غاز.

وتابع: يقسم الجنس إلى تسعة أنواع، تشمل حوالي 1200 نمط مصلي تختلف عن بعضها فى الخواص الكيميائية الحيوية، أغلب السالمونيلا ممرضة، ويتعلق إمراضها بوجود مستضدات H والمستضدين الكربوهيدراتيين O وVi.

يوجد من السالمونيلا فصائل مختلفة تسبب أنواعا مختلفة من الأمراض في الإنسان والحيوان، ويعتبر الأطفال والشيوخ أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ذلك نظراً لضعف الجهاز المناعى، وتبدأ أعراض المرض به بعد مدة تتراوح ما بين 12- 48 ساعة.

وقال إن وأكثر هذه الأمراض إنتشارا هي النزلات المعوية. تصيب السالمونيلا الأطفال والبالغين من جميع الأعمار، ومن الممكن أن يتحول المصاب بالمرض إلى حامل مزمن للمرض (خاصة لدى البالغين) حيث تستوطن البكتيريا الحوصلة المرارية، حينما تصل البكتيريا إلى الدم تبدأ معركة المناعة وما يتبعها من مظاهر لها كارتفاع درجة الحرارة الشديدة وفقا لضراوة الميكروب وإعداده، يشارك الكبد والطحال في المعركة فينفخهما، وتحظى الأمعاء بالقدر الأكبر من الهجوم خاصة الأمعاء الدقيقة منها فتهاجم البكتيريا جدرانها وأوعيتها الليمفاوية فتحدث بها قروحا ينتج عنها نزيف معوي

وأشار إلى ما نشرته مجله العلوم الأمريكيه جزئاً خاصاً ناقشت فيه مسببات الأمراض من الزواحف الأليفه، حيث قال الدكتور برندان بوريل أنه قد وجد عشره أنواع من السالمونيلا في أحد الأوزاغ ، لذلك من الأمراض الأكثر شيوعا التي قد نحصل عليها من الأوزاغ هى السالمونيلا، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تصل نسبه الأشخاص المصابون بالسالمونيلا من الأوزاغ ومعظم الزواحف الأخرى إلى 70,000 شخص كل عام فى الولايات المتحده الأمريكيه، حيث يصاحب الإصابه حمى معتدلة، والغثيان وآلام في البطن والمغص والاسهال.

وختم قائلا أن وجـه الإعجـــاز هنا يتمثل في أنه قد حذرنا النبى صلى الله عليه وسلم منذ مئات السنين من هذه الأوزاغ وأن نبتعد عنها أو نقتلها عندما نراها، لأنها ممكن أن تسبب ضرراً لمن يتعامل معها، وتصيبهم بالأمراض الخطيره، وهذا ما حدث بالفعل، فلقد أثبتت التجارب ذلك، لقد تضرر من هذه الأوزاغ الكثير من الأشخاص مختلف بلدان العالم، حيث توالت النداءات من مختلف الهيئات البيئيه والصحيه بالحذر من تلك الأوزاغ أياً كان نوعها .

سبحان الله العليم كيف وصل النبى صلى الله عليه وسلم إلى هذه الحقائق قبل الثوره العلميه الحديثه بمئات السنين، وحذر الناس من ذلك الحيوان، ليس لذلك تفسير إلا أنه نبى مرسل للبشريه جمعاء،  وأنه أرسل إليهم بحنانه ورحمته وخوفه عليهم من أى ضرر، ويرشدهم إلى كل خير، ويبعدهم عن كل شر، فليس هناك أدنى مصلحه إلا أنه صلى الله عليه وسلم يخاف على البشرية جمعاء وليس المسلمين فقط، ولكن ذلك لا يهدي إلا كلَ ذى عقلٍ لبيب .


تعليقات