لماذا توجد قوانين؟!
- الأربعاء 02 أكتوبر 2024
تعبيرية
قال الداعية الإسلامي عبد الله رشدي، إن كثير من الخلاف الإسلامي اليوم إنما هو على سبيل المكايدةِ وله جذورٌ تعود لمواقف شخصيةٍ تحولتْ بعد ذلك لعداء ديني توارثَه الأتباعُ عن الأشياخ الذين في قلوبهم مرض.
وأوضح في منشور
عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أنه لا سبيل لعلاج ذلك إلا بتزكية النفوس تزكيةً
صادقةً مع التجرد لله واتباع قواعد الفقه اتباعاً متَّسِقاً، وذلك معناه أن تفرق بين القطعي الذي لا
خلاف فيه وبين المسائل الظنية التي جرى فيها الخلاف.
وتابع: ثم أن تُدرك أن هناك فرقاً بين اختيارِك قولاً في مسألةٍ فذا لا إشكال فيه، وبين أن تمنع المخالفَ لك من الإفتاء بمذهبِه فهذا تسلُّطٌ منك عليه بغير حقٍّ، مع أنه قد قرر الأئمة أنْ لا إنكارَ في مسائل الخلاف السائغ.
وأردف: طبِّقْ
هذا على كل ما يتقاتل الناس عليه اليوم في قضايا الخلاف كخروج زكاة الفطر مالاً،
ومصير والدي النبي، والتوسل بالنبي، والاحتفال بالمولد، وحكم فضلات الأنبياء،
وقضايا الصفات الخبرية، وغيرِها من القضايا.
وبين أنه بهذا
المنهج تهدأ النفوس ويعود النقاش في القضايا نقاشا عِلمياً لله لا للهوى، أما محاولة ادِّعاء كل طرفٍ الإجماعَ
على ما يراه، فهذا كصنيع النعامة التي تدفن رأسها في الرمال حين ترى الخطر.
وشدد على أنه لا
يمكن أن يتم رفع الخلاف "وأن تدَّعِيَ الإجماع مع أن الكتبَ تقول غير ذلك"؛ لأنَّ الناس ستأتيك بما في الكُتُبِ
من أقاويل الأئمة التي بها يثبتُ كونُ الخلاف سائغاً، ووقتَها سيعلمُ الناس أنك
شخص "متعصب" لا تريد العِلمَ بل تريدُ حَمْل الخلق على ما تراه مع رغبةٍ
جامحةٍ منك في مكايدةِ من يُخالفونك.
وشدد على أن الخلاصةُ هو "أنك مأمور في نقاشك مع غيرك بالتجرد لله ولو كان نقاشك مع مُلحدٍ فإن غايتك ينبغي أن تكون هي بيان الحقِّ لا الانتصار لنفسك" .