كيف يقيم الله علينا الحجة بقوله "وإذ أخذ الله من بني آدم..." ونحن غير متذكرين؟.. باحث في ملف الإلحاد يرد

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 14 سبتمبر 2024, 8:32 مساءً
  • 92
الآية الكريمة

الآية الكريمة

قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إن العهد والميثاق الذي أخذه الله عز وجل من ذرية آدم في العالم الأول لم يُمحَ من ذاكرتنا، ولم ينسه أي من بني آدم، فهو في "الفطرة" المركوزة في نفوسنا وقلوبنا، تلك الدافعية العميقة نحو الإيمان بالله، والتعرف إليه سبحانه، بل وتبلغ حد "الضرورة" التي تحثنا وتضطرنا إلى الاعتراف بأن الخالق جل وعلا هو الرب الواحد الكامل، الذي ربانا وربى جميع المخلوقات بنعمته .

 

وأوضح في منشور عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن هذه "الضرورة" القلبية والعقلية أقوى ما يدفع الإنسان إلى الإيمان والتوحيد؛ لأنها غالبا أقوى من كل أسباب الانتكاس حتى في وجود الجهل والشبهات.

 

وبين أن دليل وجود الفطرة داخل الإنسان وأن هناك أمور غير مكتسبة ما أثبته العلم ولك مثالين وهما: منعكسي التجذير و المص ، ففي اللحظات الأولى التي يخرج فيها المولود من بطن أمه إلى الحياة، نجده يتجه بفمه نحو ثدى أمه، ثم نجده يسحب الحليب بمنتهى الإحكام، فلماذا لم يتجه المولود بفمه عكس اتجاه ثدى أمه؟! بسبب ما فيه من فطرة سماها الطب مُنعكس التجذير، عند النقر على أحد جانبي فم الطفل يتجه الطفل بفمه نحو هذا الاتجاه فيعرف مباشرة مكان ثدى أمه.

وتابع: ثم نجد المولود يقوم بعملية معقدة جداً، حيث يحكم المولود الإغلاق على حلمة ثدى أمه، ثم يسحب الهواء للخلف، فيخرج الحليب من ثدى أمه، وهى عملية معقدة جداً، لو أردنا صُنع جهاز إلكتروني ليفعل هذه العملية لاحتاج منا بذل أموراً كثيرة وجهد فكرى غزير يقوم به مجموعة من العلماء، ومع ذلك في اللحظات الأولى من نزول المولود يتعامل معها بفطرته دون أن يعلمه أحد إياها، وكان من الممكن بدلاً من أن يقوم بهذا المص للخلف ينفخ للأمام مثلاً، فمن علمه هذه الطريقة المعقدة؟! لابد من يدٍ حكيمة تدخلت في هذا الأمر ألا وهو الله سبحانه. كذلك لو ضربت أي طفل على ظهره ثم اختفيت لن يظن أن هذه الضربة عبثية أو أتت من العدم إنما ستجده يبحث عن من قام بضربه حتى وإن لم يكن يراه لأن بداخله شيء فطري انعقد قلبه عليه ألا وهو ما من فعل إلا وله فاعل، وهذا في ذاته ميثاق انعقد به العقل والقلب.

 

وتعجب من سؤال أحد الشباب، كما هو مرفق بالصورة ـ من قال بالله أن كل غير المسلمين عرفوا الحق وأنكروه، أو أن النار لغير المسلمين وحسب وأن جميع المسلمين في الجنة من الوهلة الأولى؟!

وأكد أنه في الحقيقة المُسلم أيضًا قد يدخل النار إن لم يتبع أوامر الله سبحانه وعصاه، وفعل شيئًا من الكبائر أو الصغائر؛ كالزنا أو القتل أو السرقة، أو خان الأمانة، أو عقَّ والديه، أو قطع الأرحام، أو كذب أو نافق، أو فجر.. إلخ، هذه المعاصي التي يدخل العبد المسلم بها النار حاله كحال غيره.

وواصل: ليس كوني مسلمًا أنني ضمنتُ الجنة، نعم قد يعفو الله عني يوم القيامة بعفوه وكرمه إذا كانت سَيْئَاتي لم تغلب على حسناتي، أو فعلتُ شيئًا في الدنيا غفر الله لي به، لكن لا أستطيع الجزم أو أن أضمن ذلك ولا أحد من المسلمين، نعم المسلم لن يُخلد في النار أبدًا كحال غيره من الكافرين، إنما لا يعتمد الإنسان على ذلك فلا يحتمل أحدنا نار شمعة في الدنيا، فكيف نتحمل نار جهنم؟! فلا يظن المرء أن النار وُجدت فقط من أجل عذاب غير المسلمين.

وبين أن صفات الله سبحانه أنه العدل، ومقتضى عدله سبحانه أن يُعطي كل مخلوقٍ فرصته كاملة دون أن يُنقَص منها، وغير المسلمين أربع أصناف، وهم:

الصنف الأول: رجل لم تصل إليه رسالة الإسلام ولم يسمع عن الإسلام شيئًا، كمن يعيش في الدول النائية كأدغال الهند والنيبال وغيرهما.

الصنف الثاني: رجل وصل إليه الإسلام مشوهًا مُنفرًا، وهو ليس من أهل النظر والبحث فظن أن الإسلام دين بشري لا إلهى.

الصنف الثالث: ورجل من أهل البحث والنظر، وظل ينظر ويُفكر طالبًا للحق حقًا، حتى أدركه الموت أثناء بحثه ونظره.

وهؤلاء الأصناف الثلاثة لا يعتبرون عند الله من الكافرين، وكان حقًا على الله سبحانه ألا يعذبهم بمقتضى عدله؛ لأن الله جل في علاه قال: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا )، أي لن يُعذب الله أحد من خلقه إلا إذا أرسل له رسولًا يقيم عليه الحُجة ويعلمه الحق من الباطل، وإن لم يكن ذلك فى الدنيا سيكون له اختبارًا في الآخرة بقدر اختبار الدنيا، فإن اجتازه كان من أهل الجنة.

الصنف الرابع: أما هذا الصنف هو من وصلت إليه رسالة الإسلام كاملة واضحة، وأقيمت عليه الحجة والبيان، ثم استيقنه وعلم أنه الحق، ثم جحد به بعد ذلك ظلمًا وعلوًا واستكبارًا، أو طمعًا في مالٍ زائل أو جاه زائف أو خوف من لوم فاسد، فهذا يُعد عند الله سبحانه من الكافرين، ويستحق بذلك العقوبة، قال تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظُلماً وعلوا).

وشدد في ختام كلامه أن من تمام عدل الله سبحانه، فلا يخشى أحد على أحد، فالله عادل وبعدله سيعطى كل مخلوقٍ منا حقه وفرصته كاملة.


تعليقات