باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
رد محمد سيد
صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على الشبهات المثارة حول "نزول القرآن على 7
أحرف"، موضحا أن هذا ليس كما يظن البعض أن هناك سبعة كتب للقرآن، أو سبعة
أحرف لكل موضع من مواضع القرآن الكريم أو كل آية منه، إنما المقصود بالسبعة أحرف
هو أنه في بعض كلمات القرآن هناك اختلافٌ أدائي في الهيئة الداخلية لهذه الكلمة.
كقول الله سبحانه في سورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم، كلمة الصراط نزلت بحرف
آخر وهي السراط، فتقرأ مرة بحرف الـ (ص) ومرة بحرف الـ (س)"، فليس المقصود أن
القرآن كله نزل بسبعة أحرف إنما قد تصل إلى سبعة أحرف في مكانٍ من الأمكنة.
وشدد على أن القرآن
واحد مُنزل من إلهٍ واحد، نزل به ملكٌ واحد على نبي واحد. قال صلى الله عليه وسلم:
"أقرأَني جبريلُ القرآنَ على حرْفٍ ، فراجعته ، فلم أزلْ اسْتَزِيدُه ،
فيزيدُني ، حتى انتهى إلى سبعةِ أحْرُفٍ". إذن جبريل هو الذي كان يُقرء رسول
الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يردد بعده.
وبين أن الاختلاف
كان محدودا للغاية في أداء بعض الكلمات، والصحابة رضوان الله عليهم فهموها تمامًا
دون هذا الخلاف الصارخ الذي يحدث حول الأحرف السبعة الآن من قِبل البعض، فقد فهموا
أن الاختلاف كان محدودًا في أداء بعض الكلمات مع بقاء السورة نفسها دون أن يتغير
المعنى.
وذكر أن الحكمة
من نزول القرآن على سبعة أحرف هي أن القرآن نزل على العرب والعرب كان لديهم قبائل
كثيرة، وكان بين هذه القبائل اختلاف في اللهجات وطرق الأداء… ولو نزل القرآن كله
بحرفٍ واحد اكان هذا شاقًا عليهم فكان نزوله على الأحرف السبع للتخفيف والتيسير.
وتابع: كما أن
الصلاة نزلت على النبي في بادئ الأمر 50 صلاة والنبي صلى الله عليه وسلم طلب من
الله التخفيف حتى أصبح الصلاة 5 فروض فقط، هكذا فعل مع جبريل عليه السلام ليخفف
على أمته. وقد جاء في الصحيح أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه
يأمره أن يقرأ القرآن على حرف فطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهون على
هذه الأمة فأمره أن يقرأه على حرفين فطلب منه التخفيف إلى أن أمره أن يقرأه على
سبعه أحرف.. والحديث في "صحيح مسلم".
وأردف: بل هذا
يزيد في برهان أن القرآن كلام الله لا كلام سواه، فمع نزول القرآن على سبعة أحرف
ومع ذلك ما استطاع العرب أن يأتوا بسورة من مثل ما جاء في القرآن الكريم على أي
هيئة من الهيئات السبع، والمفروض أنه كلما زاد عدد الأحرف كلما زادت الفرص نحو
التحدي وأصبح التحدي أيسر فلو عجز أحدهم عن الإتيان بسورة بحرفٍ ما قد يستطيع أن
يأتي بسورة على حرف آخر لكن عجزوا جميعًا.
وأيضًا يزيد مم
دلالة برهان النبوة، فكيف برجل واحد أن يأتي من عنده بكل هذه الهيئات السبع
ويتقنها ويخبر بها الناس ثم يتحداهم جميعًا أن يأتوا بمثله ثم يعجزوا رغم أنه بشر
مثلهم يتكلم بكلامهم، فلو كان الأمر هين أو يقدر عليه أحد لفعلوه كما فعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم.. إنما هو من عند الله جل في علاه، بحسب
تصريحات محمد سيد صالح.
وأكد أنه رغم اختلاف الأحرف إلا أن القرآن ليس مضطربًا أو فيه اختلاف واحد كما قال تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).