باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
سورة عبس
قال الدكتور فاضل السامرائي، إن سورة عبس، المكية تتحدث الآيات عن دلائل القدرة والوحدانية في الخلق كله والقيامة وأهوالها، لافتا إلى أن هذه السورة نزلت بعد حادثة عبد الله بن أبي مكتوم الأعمى الذي أعرض عنه الرسول لأنه كان منشغلاً مع كبراء قريش لعلهم يسلمون ويسلم معهم من يتبعهم.
وأكمل: وهذا الفعل لم يقصد به النبي أي انحياز طبقي بين الغني والفقير لكنه ظنّ أن
الغنيَّ سيكون مؤثراً في الدعوة إن أسلم أكثر من الأعمى الفقير وأنه سيفيد الإسلام
أكثر فجاء الرد من الله تعالى بأن الدعوة لا بد وأن تكون شاملة للغني والفقير على حد
سواء, وهذه دعوة عامة للناس جميعاً بعدم الإهتمام بالمظاهر المادية للناس, فالله تعالى
أعلم بالسرائر وأعلم من ينصر دينه ونزلت الآية تعاتب الرسول عتاباً رقيقاً حتى أن الله تعالى لم يوجه الخطاب
مباشرة للرسول تلطفاً به وإنما جاء بصيغة المجهول؛
(عبس وتولّى أن جاءه الأعمى) ثم بعدها جاء ضمير المخاطب: "وما يدريك لعله يزّكى"
وهذا من حب الله تعالى لرسوله ولطفه به لأنه يعلم أنه لم يُعرض عن الأعمى تكبراً وإنما
حرصه الشديد على إسلام كبراء قريش.
وتابع: ثم تناولت الآيات جحود الإنسان بنعم الله المتعددة وكفره بهذه النعم قال تعالى: (قتل الإنسان ما أكفره). ثم تناولت الآيات دلائل قدرة الله تعالى في الكون فقد يسّر الله تعالى للإنسان والبهائم كل مقومات الحياة قال تعالى: (فلينظر الإنسان إلى طعامه..). وتختم السورة بآيات تتحدث عن أهوال يوم القيامة وفرار الإنسان من كل من يحبّ من شدة هول الموقف الذي يجد نفسه فيه: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه) .وقد ذكر الله تعالى فرار الإنسان من أحبابه ورتبهم على مراتبهم من الحنو والشفقة فبدأ بالأقل (أخيه) وختم بالأقرب (بنيه) لأن الولد هو أحب الناس إلى قلب الإنسان والأكثر مدعاة للشفقة.