هل رأيت عيون عنكبوت السلطعون الأخضر من قبل؟!
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الكاتب معتز محسن
عبر التأمل والتفكر بعين التدبر وسليقة التخيل ، يأتي الإيمان المرجو ليصل الإقتراب من الله إلى ديدنه عن طريق القراءة الرصينة والبحث العميق في دنياه الواسعة وهي السمة التي خلق الله بها آدم عليه السلام ، واضعًا في سليقته ومضمونه ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات ألا وهو مضمون حب المعرفة.
التأمل هو مفتاح الإيمان الصادق والطريق الصحيح لمعرفة الله عز وجل من خلال التعامل مع كافة الفروع المعرفية والعلمية ، مصداقًا لقوله تعالى في أول كلمة نزلت على الرسول الكريم "اقرأ" ثم "ن والقلم وما يسطرون" وهي عملية منطقية في ترتيبها ، جاعلاً القراءة رئة العملية التدوينية ، لكي تتم على أكمل وجه عقب القراءة المستفيضة والتطواف المستمر كالنحل بين مختلف زهور المعرفة لإتمام خطوات الإعمار والتنوير والتثقيف لمواجهة الظلام بمختلف طيوره وأشكاله.
من التأمل يأتي التفكير ، فبدون تأمل لن نجد التفكير ، ولن نجد الإختراعات التي نتمتع بها الآن ، فمن ملحوظة بسيطة توصل الإنسان إلى الصواريخ العاربة للقارات والهواتف الذكية وغيرها من عالمنا السحري المترع بالمفاجآت ، كل هذا أتى من التأمل المولد للتفكير المانع للتطرف والإلحاد مادمت البوصلة موجهة لإبتغاء مرضات العزيز الحكيم.
إذًا التفكير والتأمل فريضة إسلامية كما قال العقاد موضحًا وشارحًا ما ورد عنهما بآي الذكر الحكيم ، لأن الإسلام لم يمنع العقل من إستكشاف ماهية المستجدات التي تطرأ علينا كأمة تتعامل مع الآخرين بمختلف الموروثات والثقافات وهذا ما أدى إلى ترسيخ مدرسة الإجتهاد والرأي عبر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه.
إذن يا سادة يا كرام ، التأمل والتفكير من الفرائض الإسلامية تحمي أبناء الأمة من العطب والجمود والثبات الراسخ في جذور الأرض حتى الذبول ، وهذا ما يجعلنا نسارع في إرساء قواعد الفرائض التي هجرناها تحت مسميات شتى لم تجلب لنا سوى التصحر والجفاء ، ومن هذا المنطلق فلنحرك سفنها كي لا تتكرر المآسي مجددًا كما إعتدنا منذ بزوغ شموس أيامنا وحتى لحظة كتابة هذه السطور.