أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت.. لماذا علينا أن نتأمل في "الجمال"؟

  • أحمد نصار
  • الإثنين 09 سبتمبر 2024, 05:12 صباحا
  • 300
الجمل

الجمل

 من يتأمل بتمعن في خلق الجمل، يجد كائناً يتمتع بقدرات خارقة تمكنه من التأقلم مع أصعب البيئات وأكثرها قسوة، وهذا ما يجعل الجمل موضوعاً للتأمل والتفكر العميق في عظمة الخلق الإلهي، حيث أمر الله تعالى في قوله: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” إلى ضرورة التفكير في هذا المخلوق البديع. في هذا المقال، سنتناول الجوانب العجيبة في خلق الجمل من منظور ديني وعلمي، مسلطين الضوء على بعض ما كشفته الأبحاث الحديثة حول تركيبه الجسدي ومفاصله، وكيف تمكنه هذه القدرات من التكيف مع ظروف الحياة القاسية .

 كما ذكر الله تعالى في القرآن الكريم الإبل في العديد من المواضع، ولكن أبرزها قوله تعالى: “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” (سورة الغاشية: 17)، حيث دعانا للتفكر في هذا المخلوق الفريد. الإبل تتمتع بقدرات استثنائية.  

يقول الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن فراس وليد، إن الآية القرآنية تحفيز الباحثين والعلماء على دراسة هذا المخلوق بتفصيل أكبر. فتلك الدعوة الإلهية للتأمل تدفع البشرية إلى السعي نحو اكتشاف أسرار هذا الكائن وفهم جوانب تصميمه الفريد التي مكنته من التكيف مع البيئات الصحراوية القاسية

 وأشار إلى أن الجمل يمتلك بنية جسدية تجعل منه مثالاً حياً على التكيف البيولوجي المتكامل. فهو يمتلك أقداماً عريضة تمنحه القدرة على السير بثبات فوق الرمال الناعمة، وظهره المقوس يتيح له توزيع الأحمال بشكل فعال، بينما يقوم سنامه بتخزين الدهون التي يستخدمها كطاقة خلال فترات الجوع الطويلة. هذه التكيفات تجعل الجمل قادراً على تحمل الظروف الصعبة التي يمكن أن تكون قاتلة للكائنات الأخرى، فضلا عن قدرته على التحمل في بيئات الصحراء القاسية: قدرة الجمل على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والبرودة الشديدة في الصحراء تجعله من أعظم المخلوقات التي تعيش في تلك البيئة. يمتلك الجمل آليات لتنظيم حرارة جسمه والاحتفاظ بالرطوبة لفترات طويلة، مما يقلل من حاجته إلى الماء. يمكنه أيضاً تقليل نشاطه الحيوي في الأيام الحارة لتجنب فقدان الطاقة والماء، وهو ما يُظهر مدى تفوقه في التكيف مع بيئته..

 وتابع :أن من يتأمل المفاصل في جسد الجمل فسيجد أنها واحدة من أبرز مظاهر التكيف البيولوجي، فهي مصممة لتحمل الحركات القاسية والمستمرة. مفاصل الجمل تتميز بمرونتها العالية، مما يتيح له الحركة بسهولة عبر التضاريس الصعبة في الصحراء. الهيكل العظمي للجمل وخاصةً المفاصل يعمل بانسيابية مذهلة تمكنه من رفع جسده الضخم عند الوقوف أو السير لفترات طويلة دون إرهاق ، موضحا أن مرونة المفاصل وارتباطها بحركة الجمل: تتيح المرونة العالية في مفاصل الجمل له السير لمسافات طويلة دون تعب. وقد اكتشف العلماء أن المفاصل مغطاة بغشاء خاص يتيح له تحمل الضغوط المتكررة والحفاظ على صحة المفاصل لفترة طويلة. دراسة مفاصل الجمل توفر فهمًا أكبر للكيفية التي يتحمل بها هذا الحيوان الشد والجذب المتكرر أثناء الحركة، وتظهر جانبًا آخر من جوانب التصميم البيولوجي المتقن .

وأوضح أن مقارنة بمفاصل الخيول أو الأبقار، نجد أن مفاصل الجمل مصممة بشكل مختلف، حيث تتحمل كميات هائلة من الضغط والتوتر بفضل تصميمها المميز. بينما تكون مفاصل الخيول قوية وسريعة الحركة، تُظهر مفاصل الجمل مزيجًا من القوة والمرونة يتيح له تحمل الأعباء الطويلة. على عكس الخيول التي قد تحتاج إلى الراحة بين الحين والآخر، يستطيع الجمل الاستمرار في الحركة دون توقف لفترات طويلة.

في دراسة حديثة حول الجمال نشرت في مجلة Scientific Repoوأشار إلى أن الأبحاث قد تركزت على دراسة مفاصل الجمل وطرق التشخيص والعلاج المناسبة. تُظهر هذه الدراسات أن تصميم مفاصل الجمل يجعلها أقل عرضة للإصابات الشائعة في الحيوانات الأخرى مثل التهاب المفاصل. هذه الدراسات تدعم بشكل أكبر الفهم العلمي للأسباب التي تجعل الجمل متفوقًا في التأقلم مع البيئات الصعبة .

وختم قائلا: إن التأمل في خلق الجمل يكشف عن إبداع وتعقيد عظيمين يعجز العقل البشري عن استيعابهما بالكامل. الأبحاث العلمية الحديثة التي تناولت تركيبه ومفاصله تظهر مدى الدقة والإتقان في تصميم هذا الكائن، وهو دليل واضح على قدرة الله تعالى وعظمته. العلم يثبت يوماً بعد يوم أن كل تفاصيل خلق الله، مهما بدت بسيطة، هي في الواقع شديدة التعقيد، وهذا يدعونا للتفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى .

 

تعليقات