لماذا توجد قوانين؟!
- الأربعاء 02 أكتوبر 2024
تعبيرية
قال الدكتور هشام بدر الدين المشد، استشاري أنف وأذن وحنجرة، والباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إن التهابات الجيوب الأنفية من الأكمراض المنتشرة والموسمية لكثير من الناس، لافتا إلى أنها قد تحول حياة المريض إلى جحيم لا يطاق.
وأوضح أن من العلامات التي تميز الالتهاب المزمن فأهمها احتقان الغشاء المخاطي
للأنف ووجود إفرازات خلف أنفية يحس بها المريض في حلقه، بينما أهم الفحوصات التي تؤكد
التشخيص وتساعد كذلك في تحديد العلاج فأهمها الأشعة المقطعية.
وأشار إلى أبرز المضاعفات، والتي تنقسم
إلى مضاعفات بالجمجمة، وداخل الجمجمة، وخارج الجمجمة مضاعفات بالجمجمة : التهاب أو
خراج بعظام الجمجمة أو ناصور، منوها إلى أن مضاعفات خارج الجمجمة تبدأ من التهابات
بالعين وضمور بالعصب البصري مما قد يؤدى إلى العمى، كذلك مضاعفات داخل الجمجمة
والتي تبدأ بإلتهاب بالأغشية المحيطة بالمخ وخراج بالمخ.
ونوه إلى أن العلاج الطبي المتعارف عليه، فهو بيكون من خلال مضاد حيوى (يستحسن
أن يكون حسب مزرعة للحساسية)، مضاد للهستامين، قابض للأوعية الدموية وغسول ب علاج جراحي
باستخدام الميكروسكوب أو المنظار الجراحي، وغسول للأنف قبل وبعد العملية فهو يستخدم
كعلاج من المرض وكذلك كوقاية المودته مرة أخرى، حيث يعمل على إزالة الإفرازات أولا
بأول وكذلك يرطب الأهداب ويحميها من الجفاف الذي يعتبر من أهم أسباب الالتهابات، وتكمن
أهمية الغسول في نقطتين أساسيتين هما التنظيف
والإزالة : للغبار والجراثيم التي يتعرض لها الأنف من الخارج، وهذا ما أثبتته دراسات
علمية كثيرة منها على سبيل المثال رسالة الماجستير التي أجريت في طب الإسكندرية وخلصت
إلى أن نمو الجراثيم الممرضة في المزارع التي أخذت من أنوف المتوضئين كان أقل كثيرا
من مثيلاتها التي أخذت من غير المتوضئين. للإفرازات التي يتم إفرازها من الغشاء المخاطي
للأنف.
وتابع: وهناك طريقة أخرى للتنظيف لا
تقل أهمية عما سبق، وهي إزالة مسببات الحساسية (الأنتيجينات) مثل حبوب اللقاح، بل إن
هناك نظرية تفسر كثرة الإفرازات المائية كمرض من أعراض الحساسية على أنها نوع من التنظيف
الذاتي للأنف حتى تتخلص من هذه المسببات فتقل بذلك فرصة تلامسها للغشاء المخاطي، ومن
ثم نقل حدة التفاعلات وبالتالي حدة أعراض الحساسية الأخرى كالحكة والعطس وانسداد الأنف.
ب) ترطيب الأهداب والمحافظة على ليونتها وبذلك تعمل في بيئة مثالية حيث إن الجفاف من
أشد أعداء هذه الأهداب وحتى يؤدى الغسول دوره كما ينبغى يجب أن تتوفر له صفتان اساسيتان:
1- الاستمرارية وذلك لأن اللأنف يتعرض بصفة مستمرة للأتربة والميكروبات وكذلك الأفرازات
التي تفرز من الأنف، فكما أن هذه الاشياء لا تتوقف، فيجب كذلك أن يكون الغسول باستمرار.
وأكمل : وأيضا الغسول العميق حتى يصل إلى ثنايا التجويف الأنفي العميقة وبذلك
يتمكن الغسول من تنظيف هذه المناطق الداخلية وأقصى ما طمحوا له في ذلك أن يستعمل المريض
الفسول بصفة مستمرة كفرشة الأسنان، أى مرة أو مرتين يوميا على الأكثر. ونظر الأهمية
هذا الموضوع فقد أنشأوا له عدة مواقع على الشبكة المنكبوتية العالمية ( انترنت) تتحدث
كلها عن أهمية الغسول وكيفيته. وستجد بثبت المراجع عدة مصادر أجنبية كلها تتحدث عن
أهمية الغسول في العلاج الدوائي أو الجراحي، وتبعا لنوع الالتهاب فإنهم يضيفون بعض
الإضافات إلى الغسول مثل كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) أو كربونات الصوديوم أو مضادات
الفطريات وذلك تبعا لنوع الميكروب المسبب للمرض ولكن تبقى الملة من استخدام الغسول
ثابتة باستمرار وهي التنظيف والترطيب وبالشرطين المذكورين وهما الاستمرارية وأن يصل
الغسول إلى عمق الانف.
"الإعجاز النبوي"
ولفت إلى كونهم لا يعرفون الهدى النبوي فقد تحيروا في ابتكار أجهزة عديدة تقوم بعملية الغسول وإيصاله إلى عمق تجويف الأنف وكذلك للجيوب الأنفية، وبالرغم من أن بعضها يقوم بهذه العملية بكفاءة فإن العيب الرئيسى يبقى وهو صعوبة استخدامها على المدى الطويل وتكرار ذلك حيث إن تكرار الغسيل واستمراريته هو الضمان الوحيد لعدم التهاب الجيوب من الأصل وكذلك لعدم تكرار الالتهاب بعد العلاج والعيب الثاني لهذه الأجهزة هو ارتفاع ثمنها.
ثانيا: العلاج النبوي تكمن عبقرية الحل النبوى في كفاء ته وفاعليته في العلاج
وكذلك الوقاية ، ثم أيضا بسبب سهولة استخدامه وسهولة تكراره، وأهم من ذلك أنه ربما
يكون بدون تكلفة على الإطلاق بل يثاب من يفعله بنيه والحديث الذي جاء بالحل رواه الخمسة
ابن ماجة والنسائي وأحمد والترمذي وابن داود وصححه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. عَنْ
عَاصِم بن لَقِيط بن صَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ لَقِيط بن صَبْرَةَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ قَالَ أَسْبِعْ الْوُضُوءَ وَخَلَّلَ بَيْنَ الأَصَابِعِ
وبالغ في الاستنشاق إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَالِمًا. (أَسْبِعْ الْوُضُوء): بِفَتْحِ
الْهَمْرَةِ، أي أبلغ مواضعه، وَأُوفِ كُلَّ عُضو حقه وتممة وأكمله، كمية وكيفية بالتثليث
والدلك وتطويل الفرة ولا تترك شيئا مِنْ فَرَائِضه وسنته. (وَخَلَّلْ بَيْنَ الْأَصَابِع
): التخيل: تَفْرِيقِ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ فِي الوصوء، وأصله من
إدخال شيء في خلال شَيْءٍ وَهُوَ وَسَطه قَالَ الْجوهري والتحليل اتحاد الحل وتحليل
اللحية والأصابع في الوضوء فإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ تَحلَّت. ويوضع الشاهد في الحديث
قوله (وبالغ في الاستنشاق): بإيصال الماء إلى باطن الأنف بل إلى البلعوم حيث فهم ذلك
من الجزء الأخير من الحديث (إلا أن تكون صائماً).
وختم قائلا: إن وجه الإعجاز في الحديث هو اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم
المبالغة في الاستنشاق بالذات، فالبرغم من أمره بالإسباع في أعضاء الوضوء كلها إلا
أنه اختص الأنف بمزيد عناية واهتمام، ولأنه أوتي مجامع الكلم، فقد اختار كلمة واحدة
شملت كل الصفات اللازمة في الغسول، فالمبالغة تعنى الكثرة الكمية والنوعية. فالمبالغة
الكمية تعني كثرة عدد الغسلات أى الإستمرارية التي أشرنا لها في صفات الغسول الفعال،
بالإضافة إلى ترغيبه في أحاديث كثيرة في أن يظل المسلم على طهارة بإستمرار. وأما المبالغة
التوعية فتعنى المبالغة في إيصال الماء إلى داخل عمق تجويف الأنف حتى تصل إلى البلعوم
في غير نهار الصيام. ثم إن هذه الكلمة بالذات المبالغة تسترعى الانتباه، فما بال رسول
الوسطية والاعتدال يدعو إلى المبالغة، فأمر الدين كله مبنى على التوسط والقصد، في الأكل
( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ) ، وفي الإنفاق ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها
كل البسط) ، بل حتى وفى العبادات (ألا إني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن
رغب عن سنتي فليس مني)، فما الذي دعا المعصوم والذى لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وتسليماته.