تحريم القرآن للخمر.. إلى ماذا توصل العلم الحديث؟

  • أحمد نصار
  • الخميس 05 سبتمبر 2024, 12:09 مساءً
  • 68
تعبيرية

تعبيرية

أثبت الأبحاث العلمية الحديثة، خطورة إدمان الخمر على الفرد والمجتمع، لافتة إلى أنها أي الخكر طريق لن يؤدي سوى إلى دائرة االبغضاء والعنف وجرائم القتل، وراحت هذه الدراسات توصى بضرورة مكافحة الخمر بقدر المستطاع، ولكن القرآن حرم علينا الخمر لأن الله يريد لنا الخير والنجاة.

 وصلت دراسة علمية حديثة إلى أن جرائم العنف بين المراهقين، ترتبط بشكل كبير وواضح بشرب الكحوليات في سن مبكرة، حيثت خرجت النتائج التي أجريت على مجموعة من اللصوص أن الشباب الصغير المتهم في جرائم القتل بدأوا في شرب الكحوليات في سن الثانية عشرة مقارنة مع غيرهم في سن الخامسة عشر، أن الذين ارتكبوا جرائم عنف أيضاً قالوا إن نسبة شربهم للكحوليات تساوي ضعف النسبة التي يشربها أصحاب الجنح غير المرتبطة بأعمال العنف.

كما أكد الباحثون من خلال المؤتمر الذي عقدته كلية الأمراض العقلية للأطفال والمراهقين، أن على صناع القرار أن يتحققوا من العلاقة بين العنف وشرب الكحوليات. وبخاصة أن شرب الكحوليات في سن مبكرة بشكل مكثف يمكن أن يكون علامة على سلوك العنف المتأخر والذي يجب التحقق منه، وقد تحدَّث الباحثون إلى 21 شاباً من المتهمين بجرائم قتل في بريطانيا قبل سن 18 و 21 آخرين من اللصوص المتهمين في جرائم غير متعلقة بالعنف في السجن، وسألوهم عن عمرهم في أول تجربة لهم في شرب الكحوليات وفي تعاطي المخدرات وعن كمية الشرب في كل أسبوع وكمية المخدرات التي تعاطوها، وفقا لصفحة الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن المهندس عبد الدائم الكحيل.

وأشار إلى أن جميع المتهمين بجرائم قتل بالإضافة إلى 18 لصاً إنهم شربوا الكحول قبل أن يسجنوا، لكن هؤلاء الذين كانوا في المجموعة المتهمة بالقتل بدأوا في الشرب مبكرا بمعدل 12.3 سنة مقارنة ب 15.5 عاماً في مجموعة اللصوص. وكان متوسط الكمية التي استهلكت في الأسبوع الواحد 64.3 وحدة بين القتلة و 24.2 وحدة بين اللصوص. وفي كلتا المجموعتين استخدم 70 بالمئة منهم القنب بشكل يومي أو أسبوعي. ويقول الباحثون إن دراسات أخرى أظهرت أن الكحول له آثار ضارة على المخ النامي.

وأشار إلى ما قاله الباحثين "إذا ما كان صناع القرار سيقدمون برامج فعالة لتقليل العنف في طائفة الأحداث فنحن بحاجة إلى فهم العوامل التي تسهم في ذلك، وتوضح هذه النتائج الحاجة إلى تطوير آليات للفحص المبكر والتدخل الفعال في هذه المجموعة الضعيفة من الشباب. ومن جانبه قال اندرو ماك نيل مدير معهد الدراسات الكحولية: الأطفال الصغار الذين يرتكبون جنحاً والذين يتصرفون بعنف أكثر عرضة لشرب الكحوليات، إن البحث الذي يربط بين العنف وشرب الكحوليات كان مثيراً على الرغم من أنها كانت دراسة صغيرة. ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان تعاطي المخدرات يتسبب في العنف أو العكس، فمن المحتمل أن يكون هناك علاقة معقدة بينهما حيث أن السبب والمسبب ربما يعملان في نفس الاتجاه.

ولفت إلى هذه الدراسة العلمية جاءت على لسان علماء غير مسلمين، انظروا كيف يربطون بين العنف وبين تعاطي الخمر، ويطالبون بإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث، وبذل مزيد من الجهود لإقناع الناس وبخاصة فئة الشباب بالامتناع عن الخمر، موضحا بقوله: ولكن لو رجعنا لديننا الحنيف نجد أن الله تعالى حرَّم الخمر وأخبرنا بنتائجه مسبقاً، وأن شرب الخمر يسبب العداوة والبغضاء بين الناس وبالتالي يقودهم للعنف والجريمة.

وأشار إلى قوله تعالى في سورة المائدة  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) وسبحان الله، كم كان لهذا النداء من أثر في نفوس المؤمنين، ولذلك نجد جميع المؤمنين الحقيقيين لا يشربون الخمر، ولا ينظرون إليه ولا يجالسون من يشربه، ولذلك نجدهم إخوة متحابين في الله، لا عداوة ولا بغضاء ولا عنف.

وأضاف قائلا: ولو تأملنا الدراسات الحديثة نجد أن العلماء والباحثين فشلوا في إقناع الناس بترك ممارسة الجنس والفواحش، وهذه دراسة أمريكية حديثة جاء فيها، أن البرامج المدرسية الرامية لإقناع الطلاب بالإقلاع عن ممارسة الجنس قبل الزواج فشلت فشلاً ذريعاً حيث ثبت أن أولئك الطلاب يعيشون حياة جنسية مماثلة لحياة نظرائهم من سائر الطلاب. وأكدت الدراسة التي أعدت بموجب طلب رسمي من الكونغرس الأمريكي أن طلاب مناهج الامتناع عن الجنس، وحتى تلك المعدّلة حديثاً، مارسوا الجنس بالمقدار ذاته الذي مارسه نظرائهم ممن لم يخضع لتلك المناهج وقد حظوا بعلاقتهم الأولى في الفترة العمرية ذاتها. وكانت تلك المناهج قد تعرضت في السابق لنقد شديد بدعوى عدم جدواها، علماً أن السلطات الفيدرالية الأمريكية تنفق 176 مليون دولاراً سنوياً لتمويلها".

وختم قائلا: فانظروا كيف فشل الباحثون الأمريكيون – على الرغم من الملايين التي ينفقونها، والأبحاث العلمية التي يقوم بها علماء نفس ومختصون في التربية وعلماء اجتماع وأطباء، على الرغم من ذلك فشلت التعاليم الأمريكية في إحداث أدنى تغيير في شخصية الشباب، وسؤالنا للذين يعتقدون بأن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس رسولاً من عند الله: كيف استطاع هذا النبي الأمي إقناع العرب وهم الذين يعبدون الأصنام ويدفنون البنات، ويشربون الخمر، ويرتكبون كل أنواع الفاحشة... كيف استطاع إن يقنعهم بترك كل هذه المنكرات؟!

والجواب أن هذا النبي هو نبي مرسل من عند الله، أيَّده الله بنصره، وأن هذه التعاليم من عند الله الذي يعلم نفوس عباده وهو أعلم بما يصلحهم. يقول تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 157-158]، ونقول لهم من جديد: بالله عليكم، هل يمكن أن يصدر هذا مثل هذا الكلام عن بشر؟

تعليقات