باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
رد عبد الله
محمد، الطبيب الباحث في ملف الإلحاد، على شبهة تقول: إن نبيكم لديه عنصرية شديدة
ضد العميان ويكرههم ويعبس في وجوههم، والدليل على ذلك نزول آية {عبس وتولى * أن
جاءه الأعمى} (سورة عبس 1-2) حيث عبس نبيكم في وجه ابن أم مكتوم لأنه أعمى وهذه
العنصرية ليست من صفات النبوة !
وأوضح في منشور
عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن هذه الشبهة ماهي إلا مغالطة رجل القش؛ حيث يصنع
المدّعي شبهة وهمية غير موجودة ثم يهاجم تلك الشبهة غير الموجودة، فلا يوجد في أي تفسير أو أي نص أن
النبي ﷺ عبس في وجهه لمجرد أنه أعمي، وهذا التفسير افتراء من صاحب الشبهة لا أكثر.
وذكر أنه في
تفسير الطبري رحمه الله على هذه الآية، يقول عن مناسبة نزول تلك الآيات: "بينما
رسول الله ﷺ يناجي عُتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب، وكان
يتصدّى لهم كثيرا، ويَعرض عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله
بن أمّ مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ النبيّ ﷺ آية من القرآن،
وقال: يا رسول الله، علمني مما علَّمك الله، فأعرض عنه رسول الله ﷺ، وعبس في وجهه
وتوّلى، وكره كلامه، وأقبل على الآخرين" ( تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر
٢٤/١٠٤ )
وأشار إلى أنه من
خلال هذا التفسير ندرك أن النبي ﷺ كان في موقف دعوة كبار رجال قريش وكان يرجو أن
يدخلوا الإسلام وبإسلامهم تدخل كل قريش الإسلام وبينما كان النبي ﷺ منغمسًا في
الحوار معهم وفي محاولة إقناعهم بدخول الإسلام جاءه عبدالله ابن أم مكتوم رضي الله
عنه وطلب من النبي ﷺ أن يعلّمه تلاوة آية من القرآن، وهذا طلب غريب جدًا في هذا
الوقت الذي يكاد أن يسلم كبار قريش وتنتشر دعوة المسلمين فعبس النبي ﷺ بسبب عدم
تقدير ابن أم مكتوم للموقف الذي كان فيه النبي ﷺ مع هؤلاء القوم فبدلًا من أن
يسانده في موقفه، جاءه ليقطع حديثه معهم ليعلّمه النبي ﷺ تلاوة آية ويترك الحديث
معهم!
وتابع: يتضح لنا
إذًا أن عبس النبي ﷺ لم يكن بسبب أن عبدالله ابن أم مكتوم كان أعمى وإنما بسبب أنه
قطع حديثًا يكاد أن ينتشر الإسلام بعده وعليه نفهم أنه لو جاء إلى النبي ﷺ أي رجل
آخر ليس أعمى وفعَل نفس فعْل عبدالله ابن أم
مكتوم فإن النبي ﷺ كان سيعبس في وجهه أيضاً فليس العبس بسبب أنه أعمى وإنما
بسبب فعل مقاطعة حديث النبي ﷺ في هذا الموقف - سواء كان أعمى أو مبصرّا أو أي أحد
آخر-
.
وفي نفس التفسير
نجد أن النبي ﷺ قد ولّى عبدالله بن مكتوم على المدينة مرتين أثناء غزوات النبي ﷺ
منها غزوة الخندق العصيبة فيقول الإمام الطبري رحمه الله: "ذُكر لنا أن نبيّ
الله ﷺ استخلفه بعد ذلك مرّتين على المدينة في غزوتين غزاهما يصلي بأهلها"،
فهل سيكره النبي
ﷺ العميان ثم يولي واحدًا منهم على المدينة ، أليس هذا الأمر كافيًا لنسف فكرة
وجود العنصرية ضد العميان وأنها مجرد افتراء من صاحب الشبهة!!
وتسائل: كيف
يدّعي صاحب الشبهة أن الأعمى يكون منبوذًا في الإسلام وقد قال النبي ﷺ ناقلًا عن
ربه في الحديث الصحيح عن جزاء الأعمى في الجنة " قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا
ابتليتُه بحبيبَتِيه -يريد عينَيه- ثم صبَر ، عوَّضتُه الجنَّةَ" (صحيح
البخاري 5653)، مؤكدا أن هذا الحديث وحده كافيًا لنسف تلك
الشبهة السخيفة
وشدد عبد الله
محمد على أن هذه الشبهة دليل على صدق النبوة،
مردفا: لقد
ذكر القرآن هذه الواقعة ولم يُخفِها أو يتجاهلها فتندثر ويختفي أثرها ولا يسمع بها
أحد لأن هذا الفعل كان مع شخص أعمى لا يرى فهو أصلًا لم يعرف أن النبي ﷺ قد عبس في
وجهه -لأنه لا يرى- ، بل وعاتب النبي ﷺ عتابًا شديدًا على هذا الفعل وهذا يدل على
أمرين أولهما وهو أن العبس في وجه أي أحد هو فعل مذموم في الإسلام ، وينسف وجود
العنصرية ضد العميان في الإسلام.
والأمر الثاني هو أنه يثبت أن النبي ﷺ لا دخل له في كتابة هذا القرآن فلو كان هو كاتبه فلم تكن تلك الآيات لتتواجد في القرآن أصلًا ، وسيحذفها النبي ﷺ منه لأنه لن يعاتب نفسه ويبين خطأ فعله بنفسه في كتاب يُقرأ إلى آخر الزمان وقد انتبه السلف إلى هذا الدليل فقد قال ابن زيد: "كان يقال: لو أن رسول الله ﷺ كَتَمَ من الوحي شيئا، لكتم هذا عن نفسه"( تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر ٢٤/١٠٤ ).