ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
نشرت منصة رواسخ عبر حسابها الرسمي في تويتر، تقريرا تحت عنوان: كيف
أفسد الغرب الطفولة مرتين؟ رد على ما زعمته الحضارة الغربية في القرن الماضي، من
أنها خطت خطوات عظيمة في الحفاظ على حقوق الأطفال، وأنها ساهمت عبر المعاهدات
والمنظمات الدولية في جعل حياة الأطفال أكثر سعادة.
وأشار إلى أن أكثر
من 16 ألف طفل قتلوا في العدوان على غزة، و17 ألف آخرون فقدوا أحد والديهم.. هذا
في هذه الحرب فقط، أما تاريخ الحروب الأخرى في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال
وفيتنام، فالإحصائيات حول الأطفال الذين فسدت حياتهم أو ذهبت بالكلية تشير إلى
أعداد مفزعة!
وذكر أن المرة
الأخرى في إفساد الطفولة كانت قبل ذلك بكثير،
ففي كتاب "الطفولة في التاريخ العالمي" خصَّص المؤرِّخ الأميركي
بيتر ستيرنز فصلًا كاملًا سمَّاه معضلة السعادة!
ويرى المؤلف فيه
أن فكرة سعادة الأطفال هي فكرة غربية حديثة لم تكن موجودة من قبل، فقديمًا لم يشعر
الآباء أنهم ملزمون بجعل أبنائهم سعداء!
وإنما رأوا أن
الواجب عليهم هو التربية والتأهيل للحياة وتقويم الأخلاق، حتى جاء القرن الثامن عشر حاملًا
بدايات هذه الفكرة، ولم تأتِ عشرينيات القرن التاسع عشر في أميركا حتى تسيَّدت
السعادة سلم أولويات تنشئة الأطفال.
وخلافًا لما
رسخته أدبيات التربية الغربية يرى المؤلف أن لثقافة سعادة الأطفال مساوئ عديدة
أفسدت حياة الأطفال منها أن الآباء صاروا يرون أن غض النظر عن مخالفات الأطفال خيرٌ من
إفساد سرورهم بالتأديب مما يجعل التربية الحقيقية أمرًا شديد الندرة!
ومنها كذلك أن
الطفل الحزين صار علامة على فشل الوالدين.. فينتج عن ذلك تشجيع الأطفال على
الكتمان، مما قد يفضي إلى الاكتئاب الذي كان اجتنابه ممكنًا.
ثم تأتي النصائح
للآباء والأمهات أن يظهروا بمظهر السعداء -وإن لم يكونوا كذلك-؛ لكيلا يفسدوا
سعادة الأطفال.
والأهم من ذلك
كله، أن
السعادة التي صُدِّرت للأطفال في مجتمعات الغرب الحديث كانت سعادة استهلاكية
متوهمة، جعلت الأطفال أكثر اعتمادًا على الترفيه، وأكثر شعورًا بالملل.
وتلخصَّت مصادر السعادة في توفير الألعاب وغيرها من العناصر الاستهلاكية للأطفال حتى أعياد الميلاد صارت عبارةً عن حفلات استهلاكية، يتنافس الآباء فيها ليظهر أطفالهم بمظهر السعداء لينتج عن هذا كله أن سطحية هذه السعادة الاستهلاكية قد بلَّدت قدرة التعرف على السعادة الحقيقية وجلبت هذه السعادة المتوهمة للأطفال أشكالًا كثيرة من التشوهات النفسية والفكرية.