رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

احتفاء ثقافي بـ"ضد مجهول" في ملتقى السرد العربي

  • معتز محسن
  • الأحد 10 نوفمبر 2019, 4:40 مساءً
  • 1515
جانب من المناقشة

جانب من المناقشة

ناقش ملتقى السرد العربي برئاسة الدكتور حسام عقل، رواية "ضد مجهول" للكاتب أحمد ربيع  بالتعاون مع منتدى حراك ثقافي وصالون سالمينا في أجواء كرنفالية ثقافية بحضور ضيفي شرف الندوة السفير الدكتور عبدالله الأشعل والإعلامي الأستاذ شوقي السباعي ، إستعرض فيها كبار النقاد والمثقفين السمات الفنية للرواية مع التركيز على ما تناولته الرواية من تقلبات وتغيرات سياسية طرأت على مصر في العام 2013.

أكد الدكتور عبد الرحيم درويش وكيل كلية الإعلام جامعة بني سويف على أن هذا النص يتسم بالخصوبة السردية المعانقة للتقنيات الفنية العالية مستخدمًا خبرته المعمارية في رسم بناء فني حقيقي على الخط الدرامي المتناسق طبقًا لسير الأحداث.

وأكد "درويش" بتميز الرواية بالتكثيف المنمق مع وفرة لغة السيناريو بشكل ملحوظ المتسق مع الوصف التفصيلي للأحداث من خلال البؤر الصوتية لشخصيات الرواية ، فالرواية تندرج تحت نوع رواية الصوتيات أو الرواية البوليفونية ، إلى جانب وجود لعبة التوازن الدرامي عبر ثنائية المصطلحات قوام أي عمل روائي ما بين : "الموت والحياة ، الحب والكراهية ، الغرور والتواضع ، الوفاء والخيانة ، الخير والشر".

أشار الناقد الدكتور عايدي علي جمعة بأن الرواية تلفت النظر لبعض التقنيات الفنية من خلال إثارة العنوان بما يتماشى مع واقعنا من خلال سارد منظم ينظم الحيل السردية وهو راوي فوقي وتحتي ، مع وجود سلطة الحكي للشخصيات من خلال ضمير المتكلم لنتعرف على عالمهم الداخلي والخارجي لمعرفة السيرة الذاتية لكل شخصية ، كما هو موجود في رواية "الرجل الذي فقد ظله" لفتحي غانم وروايتي "ميرامار" و"الكرنك" لنجيب محفوظ.

وأكد "جمعة" على سلاسة اللغة الفصيحة لدى أحمد ربيع مع وجود ملاحظة في تبديد إستخدام الألفاظ مثل: تكرار كلمة "العري" في مواضع كثيرة من أحداث الرواية وهيمنة السرد على حساب الحوار من أجل جعل الشخصيات بضميرها المتكلم شهودًا على العصر لدى الأجيال القادمة في المستقبل.

أشار الناقد والكاتب الدكتور محمد سمير رجب إلى أن أفضل وصف للرواية هو "غابة السرد" لتنوع الرؤى في تحليل المجتمع مما أثار مختلف المشاعر الإنسانية في جلسة واحدة ، كنوع من التوحيد بين مختلف الأيديولوجيات مجددًا عبر إعادة الفرقاء إلى رفاق  ، وهذه الجزئية أتت عبر عملية المكاشفة الثقافية والسياسية والاجتماعية من خلال الحبكة الحداثية دون الإتكاء على طرق السرد الكلاسيكية.

وأكد "سمير" على أن الإيقاع في البداية كان بطيئًا في البداية ثم بدأت السرعة الإيقاعية تتزايد في النصف الثاني من الرواية مع وجود بوليفونية في المشاهد والحوار.

وأبرز الدكتور حسام عقل على أن الرواية تعتبر شهادة على مرحلة بعينها من خلال شخصيات مختلفة ، حاجبًا المؤلف الضمني ورغم ذلك تجده موجودًا في عدد كبير من المقاطع والشهادات ، ذلك لإنتماء الرواية للعرق السياسي النافر بمحاكمته لكل الأطياف في قفص المساءلة وإتهامها بتلبيس الوطن المصري في الحائط.

وأكد "عقل" أننا أمام رواية الشخصية وهي عودة جديدة لهذا النوع في الظهور وتصدر الساحة الأدبية من خلال تسيد دور البطولة للشخصية الرئيسية مثلما فعل الأديب الفرنسي بلزاك في أعماله الروائية ، مع وجود البنية الدائرية التي بنيت عليها الأحداث من خلال منطق المساءلة التي بدأت بالجريمة وانتهت بالجريمة بإستخدامه مبدأ "الإنتيجونست" أو الخصم أو الغريب لتنقدح شرارة الدراما من أول لآخر صفحة.


تعليقات