القومية.. لماذا يروج لها الغرب وهل يعاديها الإسلام؟.. محمد سيد صالح يرد

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 30 أغسطس 2024, 2:24 مساءً
  • 158

أكد محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، أن المسلمين تجمعهم وحدة دينية ذات مقومات فكرية وعاطفية وتاريخية، وذات هدف أسمى يسعى إليه كل فرد مسلم.

وشدد في منشور عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن الإسلام  جاء ليقضي على القوميات وعنصريتها وتفرقها واستعلاءها، ليؤسس روح الوحدة بين كافة الأمم والمجتمعات دون تمييز، وأنه لا فرق بين أعجمي على عربي ولا عربي على أعجمي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، وجعل المقياس الحقيقي هو تقوى القلوب لا العرق أو النسب أو الجنس أو اللون، فالكل سواء كأسنان المشط والفرق بيني وبينك يتمثل في تقوى القلوب والذي لا يعلمه إلا الله.. قال تعالى: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

 

وشدد على أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يجلس منذ الليلة الأولى في الإسلام بجوار صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وأبو بكر العربي.. لم يفرق بين أحد منهم رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم إنما يجمع بينهم الإسلام، فنحن أمة لا تربطنا عروبة كما يظن البعض فإنا نبغض أبو لهب رغم عروبته ورغم قرابته برسول الله صلى الله عليه وسلم الشديدة (عمه) ونفضل عنه بلال الحبشي الذي كان يُنعت قبل الإسلام بدقيقة بالعبد الحبشي الأسود.

وتابع: نذهب لأداء العمرة والحج فيقف الأسود بجوار الأبيض، ويقف العربي بجوار الأعجمي يرتديان نفس الملابس يتوجهان لنفس القبلة، يؤديان نفس المناسك لا فرق بينهما، وهذا بلا شك مزعج لمضاجع اليهود والصليبين وأعداء الإسلام، فعملوا جاهدين على الدعوة إلى القومية، حتى يستطيعوا تفريق كلمة المسلمين، وتفتيت قواهم وتشتيتها، لأنهم علموا أن الدين واحد ومن ثم فهو يجمع لا يفرق، أما القومية فتفرق ولا تجمع، وبالتالي فالدعوة إلى القومية مترتبة على فصل الدين عن الدولة.

وأوضح أن الاستعمار لعب دورًا خطيرًا مع دعاة القومية في هذا الوقت، فكان بمثابة اليد الخفية في بث هذه الفكرة، فبعث عملاءه في كل مكان ليدعوا إلى هذه الفكرة.

ولفت إلى ما قاله الشيخ عبدالرحمن حسن حبنكة: وعلى إثر التفرق بين المسلمين على أساس قومي ستنمو عوامل الشفقة فيما بينهم، وستعمل مجموعة من الأحداث التاريخية على تعميق الفرقة، وترسيخ قواعد السدود بترسبات تصطنعها العصبيات القومية، وبعض الخلافات السياسية والاقتصادية. وقد استخدم أعداء الإسلام للوصول إلى هذه الغاية عدة وسائل:

١.فكان منها العمل على هدم الخلافة الإسلامية بإثارة نزعة القومية العربية، مستفيدين من الأخطاء الكثيرة التي انتهى إليها الحكم التركي.

٢.العمل على تأسيس أحزاب قومية

٣.استئجار كبار الكتاب والمفكرين وأصحاب الأقلام لإثارة النزاعات القومية.

٤.بث الشائعات الكاذبة التي تثير في الجماهير العصبيات القومية.

٥.إحياء الجاهليات القديمة، وتمجيد بطولاتها ورفع شأن العناصر غير الإسلامية عبر تاريخ المسلمين والاهتمام بدراسة آدابهم وآداب العصور الجاهلية في الجامعات ومن دونها من معاهد ومدارس للصد عن الإسلام والمسلمين، وغرس فسائل الولاء لغيرهم في نفوس أبناء وبنات المسلمين.

وفي رد على سؤال: هل يعادي الإسلام القومية؟ قال محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إم حب الإنسان موطنه الذي ولد فيه، ودرج عليه، أمر فطري، لا يلام عليه أحد، وقد قيل:

وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الرجال هنالكا.

وقد ثبت حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة موطن رأسه، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك. رواه الترمذي وصححه الترمذي والألباني في صحيح الجامع.

وأشار إلى أن القومية التي يريدونها، ويوسوسون به إلى اتباعهم وحملة فكرهم، فهي تعتمد على عناصر عصبية عرقية قبلية ليخرج علينا جيلًا هشًا يبرء من الإسلام دون أن يصرح بذلك لكنه يردد شعارات عجيبة مثل " كنا بخير حتى استعربونا " مشيرًا لحضارات مصر القديمة التي لا علاقة له بها هو كفرد ولم يترك فيها بصمة أو أثر ولربما لم يسعى للسير على خطى علمهم وتقدمهم.. فيفتخر بحضارات لم يترك فيها أثر، تاركًا الدين الذي لا ينكر فضل من سبقوه وإن كان يخالفه المعتقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )، وتاركًا الدين الذي يدعوه لمنتهى الحضارة والتقدم والعمل والازدهار والتفاني لآخر نفس، الدين الذي بني منهجه على (إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ). تاركًا للدين الذي يدعوه للإخوة مع من يربطه بينهم رباط الدين وإن كنت تعيش على حافة الدنيا من اليمين وهو يعيش في حافة الدنيا من اليسار ( إنما المؤمنون إخوة ).

وشدد على أن هذا منكر كل النكارة، أن يعقد الولاء والبراء على هذه الأوطان، فيوالي الشخص من كان من بني وطنه، ولو لم يكن مسلما، ويترك موالاة من كان من وطن آخر، ولو كان مسلما.

واختتم موضحا أن هذا غاية وقصد هؤلاء لتعادي أخاك المسلم وإن جاء إليك محبًا ناصحًا، وتواليهم بعد إغراءهم لك وجذبك بالشعارات الآخاذة وسحرك بتهوين الفتن والشهوات فتكون لهم عبدًا من دون الله يبثون في صدرك سموم شبهاتهم وأنت مخدرًا مستسلمًا.

 

تعليقات