باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الجنين
يؤكد الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن، فراس وليد، أن وصف القرآن وبلاغته الدقيقة في وصفه لخلق الإنسان لاسيما في أدق مراحل التكوين والتطور البيولوجي،كان أمرا مدهشا، منوها في الوقت نفسه إلى حقائق علمية غامضة على البشرية في زمن الوحي. ومن بين تلك الآيات التي تحمل دلالات عظيمة قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} (المؤمنون: 13)، حيث تَصِف هذه الآية الكريمة لحظة مفصلية وجوهرية في رحلة الحياة؛ تلك اللحظة التي تستقر فيها النطفة في رحم الأم، في قرارٍ مكينٍ محكم الحماية، يتجلى فيه عظمة الخلق ورفعة التدبير الإلهي.
وأوضح"وليد" أن النطفة هي السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات
المنوية التي تلقح البويضة في قناة فالوب. بعد التخصيب، تتشكل النطفة لتكون البداية
الأولى للحياة البشرية، حيث تحتوي على الشيفرة الوراثية (DNA) اللازمة لتكوين الجنين. تبدأ الخلايا بالانقسام
بشكل سريع لتتشكل منها الأنسجة والأعضاء التي ستكوّن الجنين في مراحله المتقدمة.
وأشار إلى أن القرار
المكين لغويا فهو يجمع بين معاني الاستقرار والقوة، حيث أن قرار: من الفعل “قرّ”، الذي
يعني استقر وثبت. يشير إلى المكان الذي يستقر فيه الشيء ويثبت، ويعطي إحساساً بالراحة
والهدوء، ومكين، من الفعل “مكُن”، الذي يعني ثبت وقوي، يصف مكاناً محكماً وثابتاً،
ويشير إلى المتانة والقوة، مشيرا إلى أنه في سياق الآية الكريمة، “القرار المكين” يشير
إلى الرحم الذي يحتضن النطفة ويحولها إلى علقة ثم مضغة، منوها إلى أن الرحم هنا يعتبر
المكان المستقر الآمن الذي يوفر الظروف المثالية لنمو الجنين. فهو **قرار** بمعنى المأوى
والملاذ المستقر، و**مكين** بمعنى القوي المحكم الذي يحمي الجنين من الأخطار الخارجية.
وتابع: أنه من مميزات “القرار المكين” في حماية الجنين، أن
الرحم يتميز بعدة خصائص تجعله “قراراً مكيناً” للجنين، محققاً الحماية والرعاية اللازمة،
وأما بالنسبة للجدران العضلية القوية للرحم، حيث أن الرحم محاط بجدران عضلية سميكة
توفر الحماية للجنين من الضغوط الخارجية والضربات. هذه الجدران تعمل كدرع واقٍ، وتساهم
في تثبيت الجنين ودعمه خلال مراحل النمو المختلفة، كما أن الجنين محاط بغشاء وسوائل
أمنيونية تحميه من الصدمات، وتزوده بالسوائل اللازمة لتطوره. هذه الأغشية تعمل كدرع
عازل يعزل الجنين عن المؤثرات الخارجية الضارة.
وأوضح أن المشيمة تلعب دوراً حيوياً في نقل الأكسجين والمواد
الغذائية من دم الأم إلى الجنين عبر الحبل السري. المشيمة تضمن تزويد الجنين بالعناصر
الضرورية لنموه المستمر، وتعمل على التخلص من الفضلات الناتجة عن عمليات الأيض،
هذا بجانب إلى أن الدورة الدموية المستمرة حيث الرحم مزود بشبكة غنية من الأوعية الدموية
التي تغذي الجنين وتحافظ على درجة حرارته المناسبة، مما يضمن بيئة متوازنة وآمنة لنمو
الجنين، فضلا عن عظام الحوض تحيط بالرحم وتعمل كهيكل قوي يدعم ويحمي الجهاز التناسلي
من الصدمات الخارجية. هذه العظام أيضًا توفر استقرارًا للجسم وتدعم وزن الجنين والرحم
المتزايد أثناء فترة الحمل، ما يعزز من الحماية المتكاملة للجنين.
وتطرق إلى ظلمة الرحم، حيث أن الرحم يوفر بيئة مظلمة تماماً
تقريباً، وهذه الظلمة تحمي الجنين من التعرض للضوء المفرط الذي قد يؤثر على تطور الجهاز
العصبي. هذه البيئة المظلمة تساهم في نمو الجنين بعيدًا عن المؤثرات الضوئية التي قد
تؤثر سلبًا على تطوره العصبي.
وختم قائلا: إن القرآن
الكريم استخدم لفظ “قرار مكين” لوصف الرحم، وهو وصف دقيق يعكس البيئة المثالية التي
يوفرها الرحم للجنين. العلم الحديث يوضح أن الرحم يوفر حماية محكمة من الصدمات والعوامل
الخارجية، ويمنح الجنين الغذاء والأكسجين الضروريين لنموه وتطوره بشكل طبيعي. هذا التوصيف
يعكس حكمة الله تعالى في خلق الإنسان وتكوينه، ويبرز الإعجاز القرآني في ذكر حقائق
علمية لم يكن معروفًا عنها في وقت نزول القرآن، ليأتي العلم الحديث يؤكد أن الجنين
يحتاج إلى بيئة محمية ومستقرة للنمو الطبيعي. هذه البيئة يقدمها الرحم بوصفه “قراراً
مكيناً”، وهو مكان مستقر وثابت يوفر الحماية الميكانيكية والغذائية اللازمة. الجدران
العضلية القوية، الأغشية المحيطة، السائل الأمنيوسي، وعظام الحوض كلها تعمل معًا لضمان
سلامة الجنين. هذا النظام البيولوجي المعقد يعكس الوصف القرآني المتقن للرحم كمكان
محمي وآمن.وأن الآية الكريمة {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً
فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} تلخص بإبداع الإعجاز في خلق الإنسان. تشير إلى استقرار النطفة
في الرحم، وهو المكان الآمن والمثالي الذي يحمي الجنين ويوفر له الظروف المناسبة للنمو
والتطور.