باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الإيه الكريمة
قال الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن، الدكتور أحمد يوسف ، الاستاذ بكلية العلوم، جامعة عين شمس، إن من الموضوعات العلمية التي يجادل فيها أهل الباطل ليقولوا بأن القرآن يحمل معلومات علمية مزيفة، هو موضوع كروية الأرض، لافتا إلى أنه قد شاهد سابقا فيديو لأحد من الملحدين، يريد فيه أن يفتري الكذب على كتاب الله، مدعيا أنه أخرج عدة أخطاء علمية فادحة في القرآن الكريم – وحاشا لله – ولكن كما قال ربنا عز وجل: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32 وكان يتحدث عن موضوع كروية الأرض في القرآن الكريم.
وتابع: سوف نرد على هذه
الشبهة ، بل سوف نقوم بكشف الحجاب عن آية جديدة من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث وصل
العالم خلال العقود الماضية إلى درجة هائلة من التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات
، وأبرزها مجال علوم الفلك والفضاء وتحول أمر ” كروية الأرض” من مجرد نظريات وافتراضات
إلى واقع ملموس ومرئي، لاسيما بعد رؤية كوكب الأرض من
الفضاء وتصويره .. وبعد اختراع الأقمار الصناعية والسفن الفضائية وما إلى ذلك وصار
الأمر حقيقة مسلمة .. وفي القرآن الكريم .. آيات تدل على كروية الأرض كقوله تعالى:{
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ
وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي
لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } سورة الزمر: 5 .
ولفت إلى ما قاله الدكتور زغلول النجار، ووصفه بأنها آية جامعة, تحتاج
في شرحها إلي مجلدات, ولذا فسوف أقتصر هنا على الإشارة إلي كروية الأرض وإلي دورانها
من قبل ألف وأربعمائة سنة, في زمن ساد فيه الاعتقاد بالاستواء التام للأرض بلا أدني
انحناء, وبثباتها, وتمت الإشارة إلي تلك الحقيقة الأرضية بأسلوب لا يفزع العقلية
البدوية في زمن تنزل الوحي, فجاء التكوير صفة لكل من الليل والنهار, وكلاهما من
الفترات الزمنية التي تعتري الأرض, فإذا تكورا كان في ذلك إشارة ضمنية رقيقة إلي
كروية الأرض, وإذا تكور أحدهما على الآخر كان في ذلك إشارة إلي تبادلهما, وهي إشارة
ضمنية رائعة إلي دوران الأرض حول محورها, دون أن تثير بلبلة في زمن لم تكن للمجتمعات
الإنسانية بصفة عامة والمجتمعات في جزيرة العرب بصفة خاصة أي حظ من الثقافة العلمية.
وأوضح أن أن التكوير في اللغة يعني إدارة الشيء أو جمعه بعضه
على بعض ، أو جعله كالكرة، كما يقال أيضا ( اكتار) الفرس إذا أدار ذنبه في عدوه
وآيات أخرى تدل على دوران الأرض حول محورها مثل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88 ولكن هناك آيات تتشابه على بعض الضالين، والتي
يتكلم الله فيها عن انبساط الأرض وانسطاحها .. قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ بِسَاطاً }نوح19 وقوله أيضا: { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} سورة الحجر: 19
وقال أيضا: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }الغاشية20 وغيرها من الآيات الكثير
التي تصب في نفس المعنى، وهذه هي الآيات التي استدل بها المبطلون ليثيروا الشبهات حول
قرآننا العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ولكي نرد عليهم .. ونعرف
أنه لا تعارض بين هذي الآيات والأيات الدالة على كروية الأرض ولنتعلم المعجزة الهائلة
في تلك الآية العظيمة دعنا أولا نعرف تفسيرها {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
}الغاشية20
وأكمل : تأمل الإشارة التعجبية في الآية، التي
تحث الناس على التفكر والتعجب من هذه الآية من آيات الله .. إذ أنه لوكان يثبت أنها
مسطحة .. لما كان من عجب أن تكون ممدودة مبسوطة !! في تفسير الآية: قال ابن كثير: أي
كيف بسطت ومدت ومهدت وقال العلامة السعدي: أي مدت مدا واسعا وسهلت غاية التسهيل ليستقر
العباد على ظهرها ويتمكنوا من حرثها وغراسها والبنيان فيها وسلوك طرقها . ثم عقب الشيخ
قائلا: ((واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع
جوانبها كما دل على ذلك النقل و العقل والحس والمشاهدة كما هو مذكور معروف عند كثير
من الناس خصوصا في هذه الأزمنة التي وقف فيها الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله
من الأسباب المقربة للبعيد ، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدا الذي لو
سطح لم يبق له استدارة تذكر ، أما جسم الأرض الذي هو كبير جدا وواسع فيكون كرويا مسطحا
ولا يتنافى الأمران كما يعرف ذلك أرباب الخبرة )) أ.هـ
وأضاف قائلا: والآن دعونا
نعرف بالأدلة العلمية والهندسية .. كيف يمكن للجسم أن يجمع بين التكور والتسطيح ؟!
تأمل معي هذه الأشكال الهندسية، فعد علماء الهندسة التحليلية .. فإن هذه الأشكال الثلاثة
يمكن أن تعرف على أنها دوائر.. تختلف في أنصاف أقطارها .. نصف قطر النقطة = 0 نصف قطر
أي دائرة = أي عدد حقيقي أكبر من الصفر أما نصف قطر الخط المستقيم = ” ما لا نهاية
” وعندما نعتبر الجسم المسطح .. عند أخذ قطاع فيه .. فإن سطحه يظهر على هيئة خط مستقيم،
دعنا نرجع بحديثنا عن الأرض .. معلوم عند علماء
الجيولوجيا وعلماء الفيزياء أن نصف قطر الأرض (مع العلم أن من أوائل من قام بحساب نصف
قطر الأرض هو العالم المسلم: البيروني ) Average radius of Earth = 6378100 meters
وختم قائلا: أي أن نصف
قطر الأرض يبلغ تقريبا: ستة آلاف وثلاثمئة وسبعون وثمانية كيلومترا .. أي ما يكافئ
.. ستة ملايين وثلاثمئة وسبعون وثمانية آلاف ومئة متر .. وهو رقم ضخم للغاية وهذا الرقم
الهائل، يمكن أن يقال عنه عند الرياضيين: يقترب من الـ” لا نهاية ” وكما قلنا أن نصف
القطر إذا بلغ الـ ” لا نهاية ” يكون خطا مستقيما مستويا ولكن عندما تقترب القيمة من
اللا نهاية .. فيظهر عندي سطح يقترب من أن يكون مسطحا ، فهو مسطحا نسبيا سبحان الله
.. أفلا ينظرون كيف سطح الله الأرض لنا رغم أنها كروية !! فلو كان الله خلق الأرض في
قطر أصغر بكثير من هذا القطر .. ربما لم تكن الأرض على حالتها من البسط والامتداد والتسطح
النسبي .. فهنا نرى آية من أعجب آيات الله ونعمة من أكبر نعمائه علينا .. أن خلق نصف
قطر الأرض على هذه الضخامة .. حتى يكون لنا من سطح الكرة بساطا ممدودا .